الأحد، 15 يناير 2012

الاضطراب الوجداني


1)لماذا يطلق علي الاضطراب الوجداني ثنائي القطب صفة المرض؟
كل فرد منا يمر بأوقات من السعادة و أوقات من الحزن . إن أحاسيس السعادة و الحزن و الغضب كلها تعتبر من الأحاسيس الطبيعية و هي جزء من الحياة اليومية . و هذا ما يسمي بالمزاج الطبيعي الذي يأخذ دورات عادية بين الملل و الكآبة و الفرح و النشاط .و ربما نلاحظ دورات اختلاف المزاج العادي عبر اليوم أو الشهر و لكن هذا الاختلاف في المزاج هو شيء طبيعي.
و علي عكس ذلك فان الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يعاني منه المرضي من تقلبات في المزاج لا تتناسب مع إحداث الحياة العادية التي تحدث لهم . و هذه التقلبات المزاجية تؤثر علي أفكارهم و أحاسيسهم و صحتهم الجسمانية و قدرتهم علي العمل .
و كما يتأرجح المزاج العادي بين الفرح و الكآبة . يتأرجح الاضطراب الوجداني ما بين نوبات المرح الحاد و الابتهاج و النشاط و نوبات أخري من الاكتئاب الشديد. 
إن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب لا يحدث بسبب خطا حدث منك أو بسبب ضعف شخصيتك بل علي العكس من ذلك فهو مرض قابل للعلاج و يوجد له علاجا طبي يساعد اغلب الناس علي التحسن.

2) من  هم  اكثر  الناس عرضة للاصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب ؟
نسبة الاصابة في المجتمعات تصل الي 1 % ، و  اغلب الحالات ما تظهر في  وقت ما قبل المراهقة او بعدها . و تقل الاصابة به مع التقدم في السن .  و لكن رغم هذا نري الاضطراب الوجداني في الاطفال من 7 الي 12 سنة . و قد تظهر حالات الاضطراب الوجداني لاول مرة في مرحلة الشيخوخة .و الاصابة بالاضطراب الوجداني متساوية في الرجال و النساء . و تدرج الاضطراب الوجداني   في أعراضه ابتداء من تغير المزاج العادي إلي وجود أعراض شديدة إلي متوسطة و بسيطة من الهوس و الابتهاج و النشاط، تشمل نسبة اكبر من المجتمعات تصل إلي 10% من المجتمع. و لهذا تظهر أهمية الاضطراب الوجداني كمرض نفسي.

3) - ما هي أسباب الاضطراب الوجداني:
العامل الو راثي له تأثير كبير في ظهور المرض. و نجد أن الاضطراب الوجداني ينتقل في الأسر في شكل مختلف من اضطرا بات مزاجية و اكتئاب أو اضطراب وجداني أو تبدل مزاجي شديد.
بالطبع العامل الو راثي ليس حتمي، و لكنه يزيد نسبة الحدوث عند زواج الأقارب أو في التوائم المصابة.

4) _  ما هي عدد الجينات الو راثية المتسببة في الاضطراب الوجداني ؟
بعض الأسر التي يعاني فيها عدة أفراد من الاضطراب قد يحملون جين واحد له تأثير أساسي لإظهار المرض.
و لكن في معظم الحالات المصابة من المحتمل وجود أكثر من جين يجعل الأشخاص الحاملين لهذه الجينات أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب الوجداني.
مجموعة الجينات المختلفة التي تسبب الاضطراب الوجداني تتشابك في تسبيب اضطرا بات نفسية أخري مثل الاكتئاب المتكرر أو الذهان أو الفصام، من المحتمل أن نكون كلنا نحمل بعض من هذه الجينات و لكن المصابين بالاضطراب الوجداني لديهم احتمالية اكبر لتواجد مجموعة الجينات المسئولة عن الإصابة.
و علي الرغم من الأبحاث الكثيرة العالمية و المحلية في هذا المجال و لكننا لا يمكن أن نحدد النقطة التي يمكن من خلالها التوقع لإصابة شخص ما بالمرض.
و مجموعة الجينات التي ربما تكون مسئولة عن التبدل المزاجي و المشاعر المزاجية الطبيعية بعد المواقف السلبية من وفاه شخص عزيز مثلا، و فيها يكون الألم الطبيعي في شكل اكتئاب أو نشاط ابتهاجي و هوس – مما يجعل الشخص الطبيعي غير المريض قادر علي التكيف مع أحداث الحياة.
و لكن الشخص المريض يظهر الاضطراب الوجداني كنوبات مرضية من الاكتئاب و الهوس متعدية الشعور بالألم الطبيعي و مظهرة لأعراض مرضية.

5) _  هل الضغوط وما يمر علي الإنسان من خبرات و محن تؤثر في الاضطراب الوجداني و انتكاساته المرضية ؟
الأبحاث  وجدت  إن بداية المرض تكون أكثر احتمالية في الحدوث أثناء مرور الشخص بخبرات أو مواقف سلبية في حياته، و كذلك ارتبطت حدوث الانتكاسات مع ضغوط الحياة. و لكن ينظر لمواقف الحياة و ضغوطها كمثيرات للمرض و ليس كسبب مباشر لحدوثه.

6) _  هل مشاكل التربية تؤثر في الإصابة بالاضطراب الوجداني ؟
من يعانون في صغرهم من مشاكل في التربية أو التعرض للعنف أو سؤ التعامل يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو اضطرا بات الشخصية. و علي النقيض فان معظم طفولة المصابين بالاضطراب الوجداني تكون طبيعية .  و علي هذا فانه من غير المحتمل وجود تفسير لظهور الاضطراب الوجداني مرتبط  لأي تأثير لخبرات المرضي أثناء تربيتهم أو طفولتهم .

7) _  هل يوجد أي أمراض جسما نية تؤدي للإصابة بالاضطراب الوجداني ؟
ارتبطت العديد من الأمراض الجسمانية بحدوث الإصابة بالاضطراب الوجداني و خاصة في المسنين. و منها أمراض السكتات الدماغية في الجانب اليمين من المخ و خاصة إذا ارتبط هذا بوجود تاريخ مرضي للمريض بالاكتئاب. و قد يحدث الاضطراب الوجداني نتيجة لاضطراب وظائف المخ الناتج عن أمراض مثل الإيدز – نقص المناعة و الذئبة الحمراء او التصلب المتناثر.أو اضطراب زيادة نشاط الغدة الدرقية .

8) _ هل سؤ استخدام و إدمان العقاقير يسبب الإصابة بالاضطراب الوجداني ؟
المنبهات و الحشيش قد يؤدوا مباشرة لظهور نوبات من الهوس.
و المنبهات في تعاطيها تشبه مظاهر الهوس من نشاط و حركة و كلام زائد و قلة النوم.
و المنبهات تشمل الامفيتامينات مثل الماكس و الاكستاسي و الكابتاجون و الكوكايين.
و طول استخدام المنبهات يؤدي لظهور اكتئاب مستمر.

9 ) _ هل يوجد أي أدوية علاجية تؤدي إلي الإصابة بالاضطراب الوجداني ؟
قد يغير المزاج بعض الأدوية مثل الكورتيزون و حبوب منع الحمل و بعض الأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم . و بالطبع الأدوية المنبهة و مضادات الاكتئاب .



10 ) _  هل يوجد سمات شخصية معينة تؤدي للإصابة بالاضطراب الوجداني ؟
لا يوجد ما يؤكد هذا و لكن بالطبع الشخصيات متبدلة المزاج تعتبر في حد ذاتها نوع من أنواع الاضطراب الوجداني البسيط. و في هذه الشخصيات يتبدل المزاج بطريقة قد لا يلحظها الشخص نفسه و فيها يكون متبسم
و اجتماعي عدة أسابيع متبادلا مع الحزن و العزلة . و غالبا ما يتعرف المريض علي طبيعة شخصيته بعد إصابته بالاضطراب الوجداني لتعرفه علي طبيعة التبدل المزاجي.
و علي عكس الفصام حيث يترك الفصام تاثير علي الشخصية من تبلد و عزلة  رغم تحسن المرض ، نجد ان الاضطراب الوجداني في تحسنه يرجع المريض لسمات شخصيته الطبيعية من تفاعل اجتماعي و نفسي .

11) - ما هي  انواع و أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب له عدة انواع  تعتمد علي تنوع النوبات المكونة و المتبادلة في المريض . و في بداية الامر كان الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يسمي  اضطراب الهوس الاكتئابي ، نظرا لتبادل النوبات في شكلها النشط و الابتهاج و الهوس مه نوبات الاكتئاب في حياة المريض. بالطبع مع الابحاث و دراسة المرض وجد ان الامر يتم تقسيمه لعدة انواع من الاضطرابات الوجدانية . فتم تقسيم الاضطراب الوجداني الي نوعين من الاضطرابات  تعتمد علي نوع النوبات كما قلنا ، و هما الاضطراب الوجداني ثنائي القطب النوع الاول و فيه تتناوب نوبات الهوس الحاد مع الاكتئاب . و النوع الثاني من الاضطراب الوجداني تتناوب فيه نوبات الهوس تحت الحاد مع الاكتئاب . و ذهب العلماء لنوع ثالث من الاضطراب الوجداني الذي يعاني فيه المريض من الاكتئاب بدون اي اعراض للهوس و لكن يصاحبه وجود تاريخ مرضي لاحد افراد الاسرة مصاب بالاضطراب الوجداني .
و كما نري ان الانواع المرضية للاضطراب الوجداني تعتمد علي شكل النوبات المرضية ، و هي ما يجب ان نتبينه و نعرف شكله حتي يمكننا بالتبعية التعرف علي نوع الاضطراب الوجداني اول او ثاني ، كما ذكرنا .
و النوبات التي تصيب المريض بالاضطراب الوجداني هي اما نوبة بها اعراض اكتئاب جسيم او اعراض نوبة هوس و ابتهاج حاد او نوبة  بها اعراض هوس و ابتهاج تحت الحاد او نوبة  مختلطة من اعراض الهوس و الاكتئاب. و غالبا ما تستمر النوبة المرضية من 3 الي 8 اسابيع و ربما كانت اسرع في حالات تكرار النوبات السريع .



الاعراض حسب النوبات هي كما يلي :
1- الابتهاج أو الهوس الحاد:
فترة لا تقل عن اسبوع او اقل ، ربما تصل الي 4 ايام اذا كانت الاعراض التي تتملكها شديدة في شكل ارتفاع كبير في المزاج و تهيج ناتج عن مشاعر العظمة و الفرحة و النشوة . فالهوس و الابتهاج نوبة مزاجية مرتفعة . و تصاحب هذا المزاج اعراض كالاتي :
- شعور بالامتلاء و النشوة و يصل للشعور بالعظمة و كأن المريض افضل في ذكاء او جاه او علم ، شعوره هكذا حتي لو لم يكن كذلك .
- قلة الاحتياج للنوم و يشعر بالراحة اذا نام 2 او 3 ساعات فقط و يستيقظ بعد ذلك ليكمل نشاطه.
- لدية ميل للكلام و قد يعبر عنها المريض ان لديه افكار كثيرة يريد ان يقولها . بالطبع الافكار ليست افكار بناءه بل هي استدعاءات من الماضي او كلام يناسب مزاجه المرتفع من ثقة بالنفس او عظمة و بطولات وهمية .
- الكلام الكثير قد يصل لمرحلة من تطاير الافكار اي انه ينتقل في كلامه المعبر عن افكاره من فكرة لفكرة دون ان يستكملها متشتتا و رابطا بينهم  بكلمة او حرف او فكرة ، و قد يصل كلامه لدرجة غير مفهومة بسبب سرعة انتقاله في الافكار و تشتته بينها .
- سريع التشتت و جذب الانتباه من اي شيء غير هام ، فنراه يكلمك في موضوع ثم يشتت انتباهه صورة علي الحائط او صوت خارج الغرفة .
- حركته سريعة زائدة و بدون تحقيق هدف معين ، و ربما كان هذا النشاط الحركي سبب في دخوله معارك و خناقات مع اخرين او مع سلطات الشرطة ، لان نشاطه قد يحمل حركات جنسية او فيها تعدي علي اللياقة تجاه الاخرين.
- زيادة في النشاط و صرف الفلوس و الدخول في مشاريع غير مخطط لها .
و تكون هذه الاعراض من الشدة بحيث تتداخل مع وظائفه الحياتية فلا يستطيع العمل و الانتظام به او التفاعل الاجتماعي السليم.
2- الهوس تحت الحاد:
نوبة الهوس تحت الحاد هي نوبة  ابسط و اقل حدة في الاعراض من نشاط كلامي و افكار و قلة احتياج للنوم . و كأن الشخص اكثر حيوية و اقبالا علي الحياة . و اهم ما يميزها انها لا تؤدي لتعطل في العمل او التفاعل الاجتماعي ، و لكن يشعر الانسان بعدها بالاحراج بعض الشيء مما كان عليه من اريحية و سهولة في التعامل مع الاخرين علي غير عادته ، و عندما تحدث يمر بها البعض و كانها من الطباع او سمات الشخصية المنفتحة علي الاخرين و المحبة للحياة و لكن حقيقتها ان الامر ليس كذلك بالنسبة للشخص طوال الوقت و كذلك انه لا يقبل ان يكون كذلك  لما قد يسببه له من احراج بعد زوالها .

3- نوبة اكتئاب :
و تظهر الأعراض الآتية في نوبة الاكتئاب
- الإحساس بالحزن و فقدان الإحساس بمباهج الحياة.
( و تستمر علي الأقل لمدة أسبوعين و تؤثر علي  حياة المريض العملية و الاجتماعية )
و تصاحبها 4 اعراض علي الاقل مما يلي :
- اضطراب النوم  في شكل ارق أو النوم لمدد طويلة.
- مريض الاكتئاب اما يفقد شهيته للاكل او تزداد كلما احبط او توتر . .
- صعوبة التركيز و اتخاذ القرارات  و التشوش و غالبا ما يقول ان عنده صداع بسبب هذا الاحساس .
- الشعور  ببطء الحركة و كأنه رجل الي ،  أو الهياج و عدم القدرة علي الجلوس بهدوء.
- الشعور بفقدان القيمة و الذنب و عدم الثقة بالنفس.
-  الشعور بفقدان الطاقة و الإحساس بالإجهاد طوال الوقت.
- أفكار انتحارية و التفكير في الموت .
4- نوبات مختلطة :
النوبات المختلطة غالبا ما تحدث بسبب الاعراض الجانبية للادوية او تعاطي المخدرات و فيها تظهر اعراض نوبات الهوس و الاكتئاب متوازيتين في المريض ، و تكون من الشدة بحيث انها تعيق المريض في حياته العملية و الاجتماعية . و من الممكن ان تكون الاعراض للكتئاب و النشاط و الهوس في نفس الوقت أو انها تتبادل في الظهور في نفس اليوم .
12) - هل هناك انواع اخري للاضطراب الوجداني غير النوع الاول و الثاني و الثالث ؟
نعم ، فالاضطراب الوجداني قد يكون سريع في نوباته اي انه يكون اكثر من 4 نوبات خلال السنة و يسمي اضطراب وجداني سريع النوبات ، او انه يكون اقل حدة و مزمن اي اكثر من سنتين ، و يعتبر كطبع او سمه من الشخصية و تكون شخصية متبدلةالمزاج متقلبة  ، و تسمي اضطراب مزاج دوري .

13) – هل للاضطراب الوجداني علاج و ما هو علاجه ؟
علاج الاضطراب الوجداني ينقسم لعلاج المريض في فترة النوبة الحادة و بعد ذلك فترة الاستمرارية او الوقاية من حدوث النوبة . و الحقيقة ان كل منهم له اهميته  لان الهدف من العلاج ليس فقط ايقاف النوبة و لكن منع الانتكاسة . و ذلك لان تكرار نوبات الاضطراب الوجداني من هوس – ابتهاج  او اكتئاب تؤدي لتدهور حالة المريض و تزيد من عدد النوبات سنويا ز تؤدي الي تدهور في مهارات المريض الاجتماعية و قدراته المعرفية من انعزال عن المجتمع و تبلد مشاعر و قله القدرة علي حل المشاكل الخاصة به .
و قد يحتاج مريض الاضطراب الوجداني دخول المستشفي للعلاج في حالة الهوس – الابتهاج نظرا لنشاطه الحركي و الكلامي الذي قد يؤدي به لمشاكل في المجتمع و قد يخسر امواله او سمعته . لاننا نجد من الاولاد في فترة حالات النشاط الهوس من يمارس سلوكيات غير لائقة او يشير لافكار جنسية بوضوح او حتي ان بعضهم نتيجة للنشاط الزائد يتورطون في استخدام المخدرات . و المشكلة ربما تكون اكبرفي حالة البنات او السيدات و خاصة في مجتمعاتنا المحافظة. و قد يحتاج مريض الاضطراب الوجداني ايضا لدخول المستشفي في حالات الاكتئاب الشديد المصاحب بالنية للانتحار او ان يصاحب النوبة ضلالات و تهيؤات او هلاوس عظمة او شعور بالاضطهاد مما قد يجعلالمريض خطيرا علي نفسه او الاخرين .

و بالطبع في مثل هذه الحالات لدخول المريض المستشفي و هو في حالة فاقد البصيرة عن حالته و خاصة في حالة وجود تهيؤات او هلاوس ، يتم تنويم المريض بالمستشفي علي غير ارادته عن طريق قانون الصحة النفسية الذي يسمح بمساعدة المريض و ادخاله للمستشفي علي غير رغبته اذا وجد الطبيب ما يستلزم ذلك ، كما شرحنا .

الادوية المستخدمة اساسا في علاج الاضطراب الوجداني هي الادوية المثبته للمزاج و اهم هذه الادوية المثبته للمزاج  هي دواء الليثيوم و بعض الادوية المضادة للذهان مثل ( اولانزبين – كيوتيابين – ريسبريدون ) ، و ادوية مضادة للصرع تسخدم ايضا كمثبتات للمزاج مثل الديباكين و الكارباميزابين و التوبراميت و لاموترجين .
الهدف من العلاج هو ان يصل تذبذب المزاج الي نطاقه الطبيعي فاذا كان المريض يعاني من نوبة اكتئاب الهدف من العلاج هو رفع المزاج قليلا مع ثبات المزاج عند الوضع الطبيعي للمريض ، و اذا كان المريض يعاني من نوبة هوس و ابتهاج فالهدف هو خفض المزاج للمستوي الطبيعي و ثباته علي ذلك و تجنب حدوث اي نوبات مستقبلية .

بالطبع الادوية المستخدمة لها وصفها الطبي و لها فائدتها كما ان لها اعراضها الجانبية . و ليس معني ان لها اعراضها الجانبية انها خطيرة و لا تستخدم و لكن يتم استخدامها تحت اشراف و تقييم طبي .
و من هذه الادوية علاج الليثيوم الذي يفضل استخدامه لحالات الهوس الحاد و في المرحلة الاستمرارية لتثبيت ، اكثر من استخدامه في حالات الاكتئاب الوجداني. و الليثيوم من الادوية التي يجب ان يتخذ بعض الفحوصات قبل وصفه للمريض مثل التأكد من سلامة الكلي و سلامة الغدة الدرقية و القلب و عدم وجود تاريخ تشنجات او صرع لدي المريض . و الليثيوم هو احد الاملاح الطبيعية التي تعمل في الخلية و تؤدي لثبات المزاج ومنع نوبات الاضطراب الوجداني النوع الاول  و ينجح في هذا بمعدل كبير يصل الي 80 % ، و يمنع ايضا الميل للانتحار في مثل هذا الحالات بمعدل 7 مرات . و لذلك فهو علاج ناجح كمثبت للمزاج و معالج للاضطراب الوجداني ، و لكن يجب ان نتابع نسبة الليثيوم في الدم  اثناء تعاطيه للعلاج لتجنب زيادة نسبة التسمم به . و يتم المتابعة بعمل التحليل الخاص به اسبوعيا لمدة اول 3 شهور من الاستخدام ، ثم شهريا لمدة 3 شهور ، ثم كل 3 شهور بعد ذلك .

و يجب ان يتعلم المريض كيف يتجنب التسمم الحادث من الليثيوم  ، فعليه ان يلتزم بالجرعة الموصوفة له من قبل الطبيب و التحليل في ميعاده  لنسبة الليثيوم في الدم و وظائف الكلي ، عليه تجنب فقدان السوائل في الصيف او بسبب الاسهال  او مدرات البول ، او الشاي و القهوة بكثرة. و استشارة الطبيب في الادوية المسكنة و ادوية علاج الضغط.

14)- ما هي اولي علامات التسمم من زيادة الليثيوم بالدم في المريض ؟
الميل للقيء – جفاف الحلق – مغص بالبطن – دوخة – تقلص في العضلات – ثم شعور بالتوهان  و عدم التركيز .

15) – هل الادوية الاخري المستخدمة كمثبتات للمزاج لها اعراض جانبية و طريقة استخدام معينة كما يحدث مع الليثيوم ؟
الادوية الاخري التي تستخدم كمثبتات للمزاج هي بعض الادوية المضادة للذهان مثل ( اولانزبين – كيوتيابين – ريسبريدون ) ، و ادوية مضادة للصرع تسخدم ايضا كمثبتات للمزاج مثل الديباكين و الكارباميزابين و التوبراميت و لاموترجين . و هي مفيدة في الاضطراب الوجداني سريع الدورات او المختلط . كما ان استخدامها مع الليثيوم يقوي ثبات المزاج في الحالات المستعصية . و بالطبع لها بعض الاعراض الجانبية مثل زيادة الوزن مثل في الديباكين او الزيبركسا . او تجنبها في مرضي المصابين بالسكري او مشاكل الفشل الكبدي او الكلوي حسب كل دواء و حسب ما يقرره الطبيب. . و لكنها بوجه عام اكثر امانا و خاصة في استخدامها لمدة طويلة كما في المرحلة الوقائية الاستمرارية للاضطراب الوجداني التي قد تستمر لسنوات .

16) هل تستخدم هذه الادوية اثناء الحمل  ، اذا كانت السيدة مصابة بالاضطراب الوجداني ؟
الليثيوم و ادوية الصرع لا يستخدمون اثناء الحمل و خاصة في اول 6 شهور من الحمل 
، لتجنب تأثيرها علي الجنين . و يمكن تعويض ذلك بتقييم المريضة و معرفة مدي وجود اعراض و هل ستسطيع ان تكمل الحمل بدون ادوية ام يمكن استخدام ادوية او جلسات كهرباء علاجية لمساعدتها . و هذا يكون قرار الطبيب حسب  شدة حالة المريضة.

  
17) هل للعلاج بجلسات الكهرباء اي استخدام في علاج الاضطراب الوجداني ؟
بالطبع فجلسات الكهرباء لها تأثير علاجي جيد علي نوبات الاكتئاب و نوبات الهوس و ربما تساوي في علاجها نتائج الليثيوم في حالات الهوس الحادة .

18 ) ما هي الارشادات العامة للوقاية من نوبات هوس او اكتئاب في الاضطراب الوجداني ؟
- المواظبة علي العلاج الدوائي كما وصفة الطبيب .
- عدم تناول اي ادوية مضادة للاكتئاب بدون استشارة الطبيب لان هذا قد يؤدي لتحول ثبات المزاجد الي نوبه هوس و ابتهاج و نشاط.
- الاستمرار في العلاج لمدة سنتين علي الاقل او حسب ارشادات الطبيب.
- عدم تناول اي مخدرات او كحوليات و خاصة البانجو و المنبهات لتجنب الانتكاسات في الاضطراب الوجداني .
-  النوم السليم من 6 الي 8 ساعات مساء .
- تحويل ممارسة الحياة الي روتين بعيد عن الضغوط ، مما يؤدي لزيادة القدرة للتعامل مع الضغوط ..



للحجز بالعيادة
01224126363
24508919
د/ احمد البحيري
استشاري الطب النفسي
56
شارع رمسيس - متفرع من بطرس غالي - روكسي - مصر الجديدة - القاهرة

ليست هناك تعليقات: