الاثنين، 15 يوليو 2013

انت و اولادك

 
اطفالك بالطبع اقل منك خبرة في الحياة ، و لكنهم ليسوا متخلفين عقليا ........عندما تلاحظ الخوف او القلق او الصمت غير الطبيعي او العزلة من احدهم ، لا تمارس دور المحقق و الظابط لكي تعرف ما حدث له .....و لكن شجع طفلك علي الكلام ، اعط له مجال الوقت ليحكي براحته و ليس بالامر ،و احكي له ليحكي لك عن ما بداخله و عن مشاكله و عن ما يقلقه و عن من يقلقه .
 
هل تظن ان التعامل مع اولادك بالاوامر الغاضبة باستمرار لا يؤثر علي تكوينهم النفسي ، يشعرهم بعدم الامان ، عدم الثقة في اهم فرد في حياتهم ، يكتسبون فيما بعد طريقة خاطئة للتعبير و التعامل مع الاخرين و مع اسرهم في المستقبل ، تحكم في غضبك قدر الامكان و درب نفسك علي ذلك ، و اعلم ان كل الابناء في احتياج لمتابعة و تربية، و لم يخلقهم الله متربيين جاهزين ........و هذا ما عليك فعله بهدوء نفس .
 
علم اولادك التعايش بواقعية و تفهم ما يتميزون به و ما ينقصهم في حياتهم او شخصيتهم .......لا توعد ابناءك بهدية لنجاحهم بأكثر مما تستطيع ان تقدمه لهم ، الافضل ان يشتركوا في اختيار هداياهم عند نجاحهم في حدود امكانياتك الواقعية .........عند نجاحهم عليك ان تقدم هديتك لهم ، كل هذا يعزز مفاهيم العمل و النجاح و بذل الجهد و الاهداف في حدود الواقع .
 
اخطر مشاكل الابوين ( الاب و الام ) ، ان يتناقشوا لدرجة الجدال ، و يقللوا من شأن بعضهم اثناء ذلك امام الابناء ...........اولادنا يتعلمون منا كيف نتناقش ، نحترم الاخر ، الاهم الاختلاف الغير منظم ينقل مشاعر عدم الامان و الانزواء و تفهم رسائل متناقضة ممن نحبهم ، تؤدي اما ان يبتعد الطفل عن احدهما او كليهما ، او ربما بحث عن الاحتواء خارج الاسرة .........
 
مبدأ بسيط لتعلم اولادك المراهقين تنظيم حياتهم و تكوين رؤية في المستقبل ، فقط ناقشهم كيف يرون انفسهم بوضوح بعد 5 سنوات .......لعبة لطيفة و حوار يفرق معاهم .
 
في حوارنا مع مراهقينا و اولادنا ، علينا ان نحاول ان نري افكار عمرهم و مجتمعهم ......علينا ان نتفهم اليه تفكيرهم ، و نقارنها بما كنا نفكر فيه في مثل عمرهم و ليس فقط مقارنته بالخطأ و الصواب او بما نراه الان ...........عندها سيكون في الحوار معهم افكار متطابقة و منها نستطيع مشاركتهم القرارات او تعديل افكارهم و اضافة خبراتنا لهم ......المشاركة و التفهم مفتاح القبول .
 
اذا لم يراك اولادك صادقا ، محبا ، حنونا ، محتويا ، جكيما .........كيف تريهم ان يروك ، حاول ان تكون هذا في حقيقتك قدر الامكان و امامهم كل الامكان .........اولادك علي دربك ، فانر لهم طريق ثابت من المباديء و القيم .
 
لاطف اولادك ، قبلهم ، نادي عليهم بصفات يفتخرون بها ، اظهر ثقتك بهم و اثني علي ما ينجحون فيه ......، كلامتك الجميلة تدفعهم للامام و تجعلهم يحققون النجاح في المستقبل ، احتواءك طاقة لهم في الحاضر و ذكري جميلة في مستقبلهم .
 
د احمد البحيري
استشاري الطب النفسي mdabeh@gmail.com
 

 
 
 
 
 
 
 

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

الانتحاروالادمان

 في تعاملنا مع مرضي الادمان في المجتمع او الاسرة ، ننسي انه انسان ، ربما لان مرض الادمان يسلط الضوء علي اسوأ ما في المريض و يفقده كثير من قيمه ، ولكن علينا ان نتذكر ان مرضي الادمان و خاصة من يتعامل منهم في اكثر من مادة للتعاطي والاصغر سنا يصابون بالاحباط او الاكتئاب المصاحب للادمان و الذي يؤدي لمحاولة الانتحار او الانتحار الجادة ........اذا كان الادمان من اعراضه ان يفتقد المريض بعض من قيمه الانسانية ، علينا دائما ان نهتم به و نتعامل معه كمريض يحتاج لمساعدة لمنع مشاكل المرض والخروج منه.


 75% من مرضي الادمان المنضمين للعلاج حديثا ، نري في تاريخهم المرضي ميل و افعال عنف ( مثل الضرب و السرقة و النصب و الاغتصاب و ربما استخدام اسلحة ) ، العنف في مريض الادمان اساسه الاندفاعية و عدم القدرة علي التحكم في غضبه و مواقف الغضب و شيء اخر هو حب المغامرة و الشعور بأنه ضحية للاسرة او المجتمع ........ تبرير افعال العنف التي يقوم بها مرضي الادمان غير وارد و يجب مواجهتها قضائيا ، و لكننا نبحث عن اسباب العنف في مرضي الادمان لعلاجه و تقليل مخاطره .....العنف تجاه الاخرين قد يتحول لنفس الاسباب لعنف تجاه النفس في شكل افكار انتحار او انتحار بالفعل او ايذاء للنفس ........علاج الادمان يجب ان يغطي جميع اوجه المرض ، ليس فقط التعامل مع المادة المخدرة او المنبهة او الخمور التي يتم تعاطيها و الاعتماد عليها و لكن ايضا الاوجه النفسية المختلفة للوصول الي تعافي يحمي المريض و المجتمع .