الثلاثاء، 23 مارس 2021

الإرادة في مرضي الإدمان


مريض الإدمان قد يقتل نفسه جراء تعاطيه للمخدرات او الكحوليات لعدم قدرته على التحكم في دوافعه القوية للشرب. هذه التغيرات المدمرة في سلوك مريض الإدمان لا يمكن التعامل معها فقط بالردع او التهديد بالعقوبة لمنعه من تعاطي المخدرات .

لا يمكن فقط شرح الامر للمريض ان الإدمان مرض مزمن يؤثر علي الدماغ . الامر اعقد من هذا . يحتاج المريض ان يفهم كيف يؤثر هذا عليه بطريقة اكثر تحديدا . عليه ان يفهم ان بسبب الإدمان فقد فقد قدرته في التحكم في ارادته الحرة . و لم يعد مخه قادرا علي السيطرة علي دوافع قيمه او رغبته في عدم التعاطي للمخدرات .  بالطبع هذا الكلام قد لا يجد صدي في بداية الحديث مع المريض لان معظم الناس يأخذون إرادتهم الحرة كأمر مسلم به . و لا يفهمون بسهولة ان يعيقها التعاطي او الإدمان .

تسبب جميع العقاقير المخدرة او الكحوليات  ، ارتفاعات كبيرة من مادة الدوبامين في مناطق الدماغ الخاصة بتحفيز السلوكيات .

و لتبسيط الامر فان الدوبامين  هي المادة المسئولة  بالمخ عن الشعور بالسعادة  لتحفيز سلوك معين . و عليه نجد هذه المادة في زيادتها و خاصة في الفص الجبهي بالمخ   تتحكم بزيادتها في تعزيز وظائفنا العليا مثل الحكم علي الأمور  واتخاذ القرار والتحكم في أفعالنا.

بالطبع عند وجود مادة الدوبامين  بصورة غير طبيعية نتيجة للتعاطي  تحفز الانسان المريض علي سلوك التعاطي مرة و السلوكيات المرتبطة به و القرارات و الاختيارات و الأفعال التي تقود اليه سعيا لمزيد من هذه المشاعر الإيجابية .

تتكيف دوائر الدماغ هذه مع هذه الارتفاعات عن طريق أن تصبح أقل حساسية للدوبامين ، وهي عملية تسمى تقليل تنظيم المستقبلات. والنتيجة هي أن الأشياء الصحية العادية في حياتنا - كل السلوكيات الاجتماعية والجسدية الممتعة الضرورية لبقائنا (والتي تكافأ بدفعات صغيرة من الدوبامين على مدار اليوم) - لم تعد كافية لتحفيز الشخص لاي اختيار او قرار طبيعي غير التعاطي . حتي الأمور التي كانت تسبب السعادة للشخص مثل  النجاح في العمل او الدراسة  او راحة البال او الرضا  العائلي لم تعد ترضيه و تحفزه مقارنة بتأثير المواد المخدرة .  كما انه مع مرور الوقت  يحتاج الشخص إلى زيادة كبيرة من جرعات المادة المخدرة لزيادة  الدوبامين من العقار فقط ليشعر بأنه بخير مؤقتًا ... ويجب أن يكرر هذا باستمرار ، في حلقة مفرغة لا نهاية لها من التعاطي و الأفعال و الاختيارات المرتبطة به .

هنا قد يفقد المريض التحكم في أي قرار للتوقف عن التعاطي و سيصاب باليأس و العجز بسبب عدم قدرته على التحكم في دوافعه القوية للشرب. سيحاول الإقلاع عن المخدر ، ولكن بعد ذلك سينتكس ، وتتكرر هذه الدورة مرارًا وتكرارًا ... حتى تكون هناك لحظة أخيرة من كراهية الذات.

 أن الإدمان ليس مجرد (كلمة ) "مرض في الدماغ" ، ولكنه  (تفصيلا ) مرض يعطل عمل   الدوائر الدماغية الخاصة باتخذ القرار و الإرادة الحرة في دماغ المريض . و  غالبًا عندها  ما يقول مريض الإدمان  إن المخدر لم يعد  ممتعًا. 

 و انه فقط يأخذه لانه لا يستطيع السيطرة علي نفسه و لان تناول  المخدر  فقط يقضي مؤقتا علي الضيق الناتج   عن عدم تناول المخدر .

بالفعل مرض الإدمان هو مرض دماغي في الدوائر العصبية تؤدي  لفقدان الاراة الحرة و اختيار القرارات السليمة الخاصة بالتعاطي .  هذا  المفهوم سيساعد المجتمع و الجهات الصحية علي تقديم المساعدة لمريض الإدمان بعيدا عن مشاعر العار و الوصمة . سيكون علي الاسرة و مقدمي الرعاية القدرة الأفضل علي الوقوف بجانب المريض دون خجل او شعور بالاتهام او الوصمة .

د احمد البحيري - استشاري اول الطب النفسي 

طبيب نفسي - Psychiatrist

ت : 01224126363

الاثنين، 22 مارس 2021

تناول علاج الادمان

 الإدمان في الواقع مرتبط بعوامل كثيرة -هي

الاستجابات الغير قادرة على التكيف مع الضغوطات البيئية ،
واضطراب في النمو ،
واضطراب ناجم عن خلل في تنظيم دوائر الدماغ و دوائر الشعور بالمكافأة بالمخ و تحديد الاولويات و اتخاذ القرار ،
و السلوكيات المكتسبة.
لن نكون قادرين أبدًا على معالجة الإدمان دون أن نكون قادرين على التحدث عن العوامل العديدة التي تساهم في حدوثه ومعالجتها - البيولوجية والنفسية والسلوكية والمجتمعية والاقتصادية .

، ولكن النظر إليها على أنها مشكلة طبية يمكن علاجها ويمكن للناس أن يقوموا بها . يحول العلاج و التعافي لأمرً حاسمً و يمكن التركيز على الصحة العامة و يضمن الوصول إلى العلاجات الفعالة ويقلل من وصمة العار المحيطة بالمرضي و اسرهم .

د احمد البحيري - استشاري اول الطب النفسي - ت / واتس اب : 00201224126363 -

 (علاج#افصام#الشيزوفرنيا#الاكتئاب#الوسواس_القهري#الاضطراب_الوجداني_ثنائي_القطب#الهوس#الذهان#افضل_طبيب_نفسي#طبيب_نفسي#علاج_نفسي#المخاوف#الرهبة#القلق#القلق_العام#اضطرابات_الشخصية #الشخصية_الحدية#الرهاب_الاجتماعي#المخاوف_الاجتماعية#الضلالات#الهلاوس#جلسات_نفسية#اكتئاب_المسنين#الادمان#الحشيش#الهيروين#الشبو#الشابو#الترامادول#المهدئات#الهلع#روش#الخمور#الكحوليات#المشاكل_العائلية#مشاكل_المراهقين#العلاقات_الزوجية#الارق#مشاكل_النوم)

الأحد، 21 مارس 2021

الادمان كمرض دماغي

 النموذج الطبي للإدمان باعتباره اضطرابًا أو مرضًا في الدماغ له منتقدوه. يزعم البعض أن تناول الإدمان بهذه الطريقة يقلل من أسبابه الاجتماعية والبيئية المهمة ، وكأن القول بأن الإدمان هو اضطراب في دوائر الدماغ يعني أن الضغوط الاجتماعية مثل الوحدة والفقر والعنف وغيرها من العوامل النفسية والبيئية لا تلعب دورًا مهمًا.

في الواقع ، إن التناول الحالي في علم الإدمان هو التفسير البيولوجي النفسي الاجتماعي ، الذي يعترف بالتفاعلات المعقدة بين علم الأحياء والسلوك والبيئة.
هناك ركائز بيولوجية عصبية لكل ما نفكر فيه ونشعر به ونفعله ؛ وفيها تتشكل بنية ووظيفة الدماغ من خلال البيئات والسلوكيات ، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والهرمونات والعمر وعوامل بيولوجية أخرى.
التفاعلات المعقدة بين هذه العوامل هي التي تكمن وراء اضطرابات مثل الإدمان وكذلك القدرة على التعافي منها.

إن فهم الطرق التي يؤدي بها الحرمان الاجتماعي والاقتصادي إلى زيادة مخاطر تعاطي المخدرات وعواقبه أمر أساسي لعلم الوقاية وهو جزء مهم من الإطار البيولوجي النفسي الاجتماعي ؛ وكذلك تعلم كيفية تعزيز المرونة من خلال تدخلات الوقاية التي تعزز بيئة أسرية ومدرسة ومجتمعية أكثر صحة.
د احمد البحيري - استشاري اول الطب النفسي
طبيب نفسي - Psychiatrist 01224126363