السبت، 15 نوفمبر 2008

الاضطرابات النفسية في المسنين

الاضطرابات النفسية في المسنين

- مع ازدياد متوسط عمر الأفراد أصبح من المألوف أن يصل الكثيرين لأعمار أطول مما سبق . و المسن هو كل من تخطي 65 سنة.
- طب نفس المسنين : هو فرع من الطب النفسي معني بعلاج و تشخيص الاضطرابات النفسية لدي المسنين . و هو مهتم أيضا بتحسين شعور الإنسان و تكيفه في فترة أعماره بدون أي اضطرا بات نفسية.
- الاضطرابات النفسية الخاصة بالمسنين:

. أمراض خرف الشيخوخة .

. الاكتئاب - الاضطراب الوجداني – الفصام – القلق - الاضطرابات النفس الجسمانيىة و الاعتماد علي بعض المهدئات و الكحوليات
كما تزداد مشاكل النوم

أمراض خرف الشيخوخة:

هي أمراض ناتجة عن تآكل و ضمور في خلايا المخ و غالبا ما تكون بطريقة متزايدة و تؤدي إلي مشاكل في و ظائف المخ المعرفية
مثل الانتباه و التركيز فنجد المرضي يتشتتون و يفقدون قدراتهم علي الاعمال ذات الطابع العقلي .
وايضا يتاثر فهم المريض في المطلوب ممنه من الاخرين و القدرة علي التخطيط او التعبير بالكتابة و قد تؤثر علي الذاكرة ة خاصة للاحداث القريبة.
و يتاثر الشخص ايضا في قدراته اللغوية حيث ينسي الكلمات .

و تظهر الأعراض بصورة تدريجية و تصاحبها أعراض سلوكية في شكل قلق و توتر و سهولة في التعصب و التجوال في البيت او خارج المنزل بلا هدف مما يعرضه للتغيب عن المنزل و قد يصاحب هذا تغيرات نفسية من اكتئاب و عويل و اندفاعية في العبارات الجنسية و قد ينتهي الامر لشكوك مرضية في شكل غيرة علي الزوجة او ان احدهم سوف يسرقه.

تتدهور اعراض خرف الشيخوخة لتمتد لعدم القدرة علي التخطيط للحياة و ممارسة الانشطة اليومية العادية من شراء او الاعتناء بالنظافة الشخصية و ينسي الشخص اقرب المقربين مما يودي الي اعاقة تامة رغم حالته الصحية الجيدة نسبيا . بالطبع تتاثر الحالة الصحية فيما بعد لعدم اعتناء المريض بنفسه.


أسباب أمراض خرف الشيخوخة:
اشهر أسباب هذا المرض هو الزهايمر و قد يبدا في سن صغير 50 و لكن معظم المرضي يعانون من سن 85.
و قد يظهر المرض مصاحب لمرض الشلل الرعاش او الجلطات الدماغية او مرض هنتجتون.



كيفية التعامل مع مرضي اضطراب خرف الشيخوخة او الزهايمر :

- عند إخبار المريض بالتشخيص الخاص به ( إن لديه خرف الشيخوخة ) . يجب الكلام مع المريض بحرص علي إنسانيته و كذلك إظهار إننا معه و انه عزيز علينا و انها ليست أخر الحياة و إنها مجرد تغير في شكل الحياة.
- يجب مساعدة المريض عند تعامله مع تشخيصه في وضع الخطط مستقبلية له و لاسرته كما ان تنظيم حالته الصحية العامة و التعامل مع الاحباط الناتج عن معرفته لمال مرضه من اهم الخطوات . و بالتاكيد البعد الديني و الروحاني يساعد في تكيف المريض.
- المرح و عدم الانتقاد و الدفء في العلاقة مع المريض / المرح المريض يفهمه رغم فقدانه للقدرات العقلية للتواصل.
- في بداية المرض يجب وضع برنامج أنشطة يومية ( في المطبخ – التمشية – الرياضة – ألعاب مثل الكلمات المتقاطعة و سودوكو – ألعاب ورق – قراءة او سماع قران - سماع الموسيقي و ألاغاني ذات الذكريات للمريض ).
- في التعامل اليومي مع المريض حاول ان تتم الأنشطة و البرنامج اليومي و لا تركز علي النتائج مثل التذكر او أفضل عمل.
- دائما الاندماج مع المريض و البعد عن الانعزالية و ذلك في إطار الأصدقاء و العائلة و النادي هذا يحافظ علي تماسك المريض أطول فترة ممكنة .
- ننتبه دائما للأمراض الجسمانية ( تنظيم السكر و الضغط و تجنب درجة الحرارة العالية و الإمساك او الإسهال ) و النفسية المصاحبة لمريض الزهايمر لان علاجها له أهمية كبيرة في تماسك حالته و أيضا تحسنه.
- لا يجب تحدي المريض او الإسهاب في المجادلة لانها لن تفيد بل نريحه بكلمه طيبة و نحقق ما يريد طالما انه مطلب امن .
- مساعدة المريض في التذكر بعلاجه في بيته قدر المكان و كتابة أسماء الأشياء عليها مثل الحجرات ( حمام – مطبخ و هكذا ) ومثل ( الملح – السكر) .
- التجوال و الحركة الغير منتظمة للمريض يمكن ترويضها عن طريق إعادة توجيهه لحركة مفيدة ( مثلا يدور حول السفرة نأخذه و نقف معه في احد الأنشطة المنزلية) / كذلك عند إدماج المريض في عدة أنشطة و البعد عن الأصوات المزعجة.
- في حالة هياج أو غضب المريض لا تأخذ الأمر بمحمل شخصي و حاول ان تترك المريض حتى تنتهي نوبة غضبه و لا تحاول مجادلته و لا تحاول التلامس لجسدي او الطبطبة عليه مثلا إثناء غضبه لان هذا قد يزيد من غضبه .
- حاول إن يكون البيت بدون صور او ستائر ملونة و كذلك الإضاءة تكون جيدة بالبيت و البعد عن الأصوات المزعجة كل هذا يساعد المريض علي التركيز .
- في حالة رفض المريض للنوم حاول تهدئه الجو المحيط و إن يأخذ المريض حمام دافئ و حاول إن لا ينام المريض إثناء النهار حتى لا يتأثر النوم الليلي له .
- لتسهيل التعامل مع المريض استخدم جمل قصيرة لتوجيهه و حاول ان تكررها عند عدم استجابته و يمكنك تذكر معه الأوقات السعيدة و مشاهدته لألبوم صوره او هواياته السابقة من تجميع طوابع و خلافه .
- عند رفض المريض للأكل يجب مراجعة العلاج الدوائي لان منه ما يغير الشهية كما انه يجب اختيار الاوقات في الاكل التي يحبها المريض و تشجيعه علي المضغ مع اختيار طعام سهل المضغ .


- يمكن تسهيل للمريض طريقة لبسه و اهتمامه بنفسه في وضع هذا ضمن البرنامج اليومي له ، كما ان الاختيارات للبس يجب ان تكون بسيطة فالدولاب يجب ان يحتوي علي ملابس اقل و بسيطة و سهل حفظ أنواعها مثل قميص او بنطلون دون انواع اخري لها كلمات لفظية اخري .
- يعاني بعض مرضي الزهايمر من عدم قدرة علي التحكم في التبول و هنا يجب العرض علي طبيب المسنين او أخصائي الباطنية لمعرفة الاسباب الطبيه لعدم التحكم من امراض او ادوية و لكن اذا كان التبول اللارادي من مرض الزهايمر نفسه يجب ان نتبع بعض الخطوات منها دخول المريض للحمام كل 2 ساعة و ان يلبس ملابس سهلة التعامل معها للتبول و ان نسهل علي المريض الطريق للحمام و ان يكن بابه مفتوح و النور مضيء و يجب ان يكون الطريق للحمام امن حتي لا يحدث تزحلق .
- يجب اعداد المنزل بطريقة امنة ( فيجب ازالة اقفال الابواب داخل الحجرات و الحمام – اعداد اضاءة مناسبة في البيت و خاصة ليلا – تثبيت اطراف السجاجيد – و وضع ادوات للاسناد و مانعة للتزحلق داخل الحمام – غلق باب المنزل – عزل الادوات الكهربية او جعلها صعبة الوصول لها ).
- قيادة السيارة قد تكون خطيرة بالنسبة لمرضي الزهايمر مما يعرضهم للتوهان او اصابة الاخرين و عليه يجب في حالة تصميم المريض علي استخدام السيارة ان نقلل من المشاوير المستخدم فيها كما يجب نصيحته عن طريق الطبيب او احد افراد الاسرة المعنيين و كذلك يمكن اخفاء المفاتيح او تعطيل السيارة .


د / احمد البحيري
استشاري الطب النفسي – بالامانة العامة للصحة النفسية

الأحد، 9 نوفمبر 2008

رؤية مستقبلية لخدمات الصحة النفسية

محاور تطوير الخدمات

الرؤية .
-الرسالة التي تحملها الخدمة .
-شكل الخدمة .
-ادوات الخدمة .
-جودة الخدمة .

شكل الخدمات النفسية في المستقبل

المستشفيات النفسية لا تتعدي 40 سرير داخلي و بها عيادات خارجية و خدمات مكملة للرعاية النهارية و الليلية للمرضي اثناء تأهيلهم ( و تقوم بخدمات الطب النفس العام و الطب النفس الشرعي) .
- انتشار المستشفيات النفسية في المحافظات و التقسيمات المحليه و توزيع خدماتها بالقرب من المستشفيات العامة و كذلك خدمات وزارة التضامن الاجتماعي.
-ادماج خدمات الطب النفسي و الاعصاب و رعاية المسنين في المستشفيات العامة مع و ضع الحد الفاصل في الخدمة بين العلاج و الرعاية للاعراض المزمنة.

بيوت و دور التأهيل للمرضي النفسين و الادمان و تكون في وسط المدن بالقرب من بيوت الشباب و الجمعيات المتخصصة في التأهيل .
- تفعيل حقيقي للعلاج في المجتمع و رعاية بعض المرضي في بيوتهم من خلال شبكات مراكز الصحة الاساسية و كذلك تنظيم اداء المتطوعين و الجمعيات المهتمة.
- مراكز الادمان المتخصصة او مراكز الطب النفسي المتخصصة الاخري للاطفال و المراهقين تعامل معاملة المستشفيات النفسية العامة من حيث التوزيع و الامكانيات.

-ادماج خدمات الصحة النفسية الاساسية ضمن خدمات مراكز الصحة الاساسية ( الاكتشاف المبكر للاكتئاب و القلق
و نشر الثقافة النفسية للتعامل مع الاطفال و دور الاباء
و الامهات في الاسرة واستشارات حل مشاكل المراهقين النفسية و الاستشارات النفسية الزوجية و نشر ثقافة علاج اضطرا بات الادمان و منعها ).
- توفير خطوط واضحة لتقديم الخدمات الارشادية و الخدمات النفسية المتخصصة .


ادوات الخدمة للصحة النفسية في المستقبل

-قانون الصحة النفسية و تفعيل دور مجالس الصحة النفسية.
- تدريب الكوادر اللازمة من الاطباء و الممرضين و الاخصائيين النفسسين و الاجتماعيين و اخصائيي العلاج بالعمل و مقدمي الاستشارة النفسية و الاسري.
-شبكات الاتصال المعلوماتية تسهل القرارات العلاجية و الادارية.
-تغطية التامين الصحي للعلاج النفسي.
-تفعيل التعاون مع التامين الاجتماعي للمرضي المزمنين و الجاري تأهيلهم و اندماجهم في المجتمع ( تغطية للتامين الاجتماعي ).
- توافر معلومات تساعد متخذي قرارات و سياسات العلاج عن طريق بحوث مسحية للامراض و الخدمات و مطالب المجتمع للعلاج.


جودة خدمات الصحة النفسية في المستقبل

-ربط الميزانيات للمراكز الطبية بكمية و شكل الخدمات المقدمة و ليس فقط عدد العاملين.
- خصخصة جزء من الخدمة الطبية لرفع مستوي الاداء مع ربط الميزانيات الخاصة بالصحة النفسية الموجودة في وزارة الصحة مع مثيلاتها من الموجودة في وزارة التضامن الاجتماعي.
-الاعتماد علي التسليم و التسلم و التسجيل للتواصل في العمل اكثر من قضية التواجد كل الاوقات.
-قياسات الجودة و خاصة 6sigma للنهوض بالخدمات .
-المراجعة للخطوات الادارية او العلاجية و كذلك القدرة علي تغييرها من خلال مجالس علمية .
- امانات صحة نفسية تشمل عدة محافظات و لا نعتمد علي امانة واحدة لسهولة التعامل و تشجيع اللامركزية.


Forms of anxietysymptoms ( emotional, somatic, cognitive, and behavioral)
-Developmental ( separation – social anxiety ).
-State, DM.
-Trait( BPD- Narcissistic- Avoidant- Passive aggressive – Depressant PD).

- Acute stress reaction.
- GAD.
- SAD.
- Simple phobia.
- Panic .
- Agoraphobia
- Impulse control.
- OCD.
- Impulse control.
- PTSD.
- Premature ejaculation.
- Burn out.

Anxiety Disordersاضطرا بات القلق
Concept of Anxiety

-Definition ( normal anxiety ?).
-Anxiety vs. Fear.
- Components:
. Emotional .
. Cognitive anticipation , memory.
. Behavioral.
. Somatic
- Pathogenesis of Anxiety (Bio – Psycho- Social approach).
- Stress – related anxiety.

Stress – Related anxiety.

Stressors


Body Change


Adapted Body Response


Forms of anxiety

قراءة في مشروع قانون الصحة النفسية الجديد

قراءة في مشروع قانون الصحة النفسية الجديد
د/ احمد البحيري
استشاري الطب النفسي – الأمانة العامة للصحة النفسية

في معظم دول العالم يحتاج المرضي النفسيون لتشريعات لحماية حقوهم العلاجية و الإنسانية . و ربما يتساءل البعض لماذا يجب حماية حقوق المرضي النفسيين بالذات دون غيرهم من المرضي و إن ربما تواجد مثل هذا القانون الخاص بهم قد يصبغ وصمة عليهم و علي المرض النفسي.

و الحقيقة إن الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار 119/46، تاريخ 17/12/ 1991 قد تبنت مباديء لحماية المصابين بعلل نفسية و تحسين الرعاية الصحية النفسية ، متضمنا هذا الحريات و الحقوق الأساسية و حماية القاصرين و الأشكال المنظمة للتقارير بالعلة النفسية و الفحص الطبي و دور المجتمع المحلي و الثقافة و معايير العلاج و الرعاية و كذلك الحقوق و الأحوال في مرافق الصحة النفسية و مباديء إدخال المرضي في المستشفيات و تنظيم الحصول علي المعلومات عن المرضي و سرية المعلومات المرضية .

و ان المنطق العام يوجب وضع تشريع يسهل و يضمن آليات حماية المرضي النفسيين الأولي بالرعاية و لتحقيق الالتزامات الإنسانية و الدولية تجاههم. و أن يكون القانون الخاص بهم يساعد علي إزالة الوصمة الخاصة بالمرض النفسي في المجتمع و متناسب مع مفاهيم التقدم الحالي في الطب النفسي من أدوية و برامج علاجية التي تحسن من نتائج العلاج و تصل إلي نسب علاجية فيما يقرب 86% من الحالات .
و قد اهتمت مصر بوضع القانون رقم 141 لسنة 1944 بشان حجز المصابين بأمراض عقلية و رغم إن قانون سنة 1944 كان قفزة في الفكر لحماية حقوق المرضي العقليين و لأموالهم و تنظيم رعايتهم ، إلا انه كان قاصرا في تنظيم فترات إقامة المريض داخل المستشفي و أدي هذا إلي حجز المرضي لمدد طويلة و غير محدده مما افقدهم حقوقهم و اصبغ عليهم و علي الطب النفسي وصمة انه لا يوجد علاج و انه من الآمن للمجتمع و الأسر تواجد المرضي باستمرار داخل المستشفيات . كما إن مع الممارسة العملية نجد أن المستشفيات النفسية تحولت إلي دور للرعاية و المبيت أكثر منها خدمة المستشفي . و ذلك لان ألآسره النشطة التي تستقبل المرضي و تعالجهم بالطرق الحديثة لا تزيد عن 10% من مجموع عدد الاسره الأصلية بهذه المستشفيات . و كل هذا ناتج عن قصور دورة الخروج عند التحسن لعدم وجود آليات عصرية بالقانون تسهل هذه الآلية . الامر الذي يصاحبه تراكم مرضي متحسنين يعانون ظروفا معيشية صعبة و يحرم مرضي من خارج المستشفي من فرصة العلاج . و الحقيقة إن القصور في قانون سنة 1944 كان لأسباب منها تخلف الطب النفسي في هذه العهود ( حيث إن أول علاج دوائي للأمراض العقلية قد ظهر بعد القانون بسنوات في عام 1952) و بالطبع كان التعامل مع المرض و علاجه و خطورته مختلفة مما غلب الصورة الخاصة بخطورة المرض النفسي و عدم تحسنه و هذا بالطبع غير صحيح في إطار العلاجات الحديثة الحالية.

إن القانون الحالي الصادر في سنة 1944 لم يراع أو ينظم وضع الحالات الاخري غير العقلية المحجوزة بالمستشفيات مثل حالات علاج الإدمان و اضطراب الاكتئاب و محاولات الانتحار و اضطرا بات الشهية و الحقيقة إن انتشار هذه الحالات في المجتمعات أكثر كثيرا من الاضطرابات العقلية و قد يفقد فيها الإنسان حياته بالانتحار مثلا أو يؤذي الآخرين في حالات الإدمان . كما إن القانون الحالي لسنه 1944 لم يضع كل المستشفيات النفسية تحت المتابعة و المراقبة لحماية المرضي.

و قد جاء مشروع قانون الصحة النفسية الجديد ليضمن للمرضي حقوق تتناسب مع العصر من خصوصية و سريه و تواصل مع المجتمع و تتناسب مع مقدار تحسنهم النفسي الطبي في إطار التقدم الموجود بالطب النفسي الحديث . القانون الجديد يتلافى القصور الحادث فيما ذكرناه في القانون الصادر سنة 1944 . القانون الجديد يحدد مسئوليات الأطباء حسب درجاتهم العلمية و خبرتهم و يحدد مثلا أن الطبيب الممارس العام يستطيع اتخاذ قرار بدخول المريض بالمستشفي مدة لا تتجاوز 72 ساعة ، أما الاستشاري المتخصص يمكنه اتخاذ قرار بالمكوث بالمستشفي لفترة أطول حسب التقييم والتشخيص. كما انه في كل الحالات يجب أن يبلغ الأطباء مجلس الصحة النفسية التابع لها المستشفي .

و قد راعي مشروع القانون الجديد سهولة متابعة القرارات الخاصة بالمرضي بإنشاء مجلس متابعة في كل محافظة يسمي مجلس الصحة النفسية ، و المجلس يتكون من عدة أعضاء يمثلون المجتمع و يضمنون حقوق المرضي و شكواهم إذا لزم الأمر. و المجلس يتكون من استشاريين طب نفسي و أعضاء من القضاء و وزارة التضامن الاجتماعي و وزارة الصحة. و هذا كله بالطبع لضمان حقوق المرضي و كذلك حفظ حقوق المجتمع عند خروج المريض من المستشفي.

و الحقيقة انه قد أثيرت بعض المخاوف من مشروع قانون الصحة النفسية الجديد و تتضمن الأتي :
أولا : التخوف من العقوبات الموجودة بالقانون الخاصة بالأطباء و العاملين : و الحقيقة ان العقوبات كانت دائما موجودة حتى في القانون القديم و لكنها تتعلق بتعمد إيذاء مريض او شخص سليم و إثبات انه مريض . أي انها ليست متعلقة بالقرارات العلاجية أو الاختلافات الواردة في الأداء الطبي المهني و كل هذا سيكون مراقب و متلافي عن طريق مجلس الصحة النفسية.
ثانيا: هناك من تخوف من مشروع القانون الجديد قد تطرف و غالي في المطالبة بحقوق المرضي علي حساب المجتمع و المعالجين مما قد يؤدي للخوف في أداء المعالجين و يحرم المرضي من حق أهم و هو وصول العلاج لهم؟ و الحقيقة أن حقوق المرضي لم تكن عائقا ابدا في توصيل الخدمة الطبية و ان إداريات و آليات القانون تسمح باحتجاز مريض يحتاج للدخول بالمستشفي علي غير إرادته ، كما إن القانون استحدث قرارات الأوامر العلاجية و هي تلزم المريض و أهله في حاله عدم انتظامه علي العلاج و إيجاد وضع غير متحسن للمريض بإدخال المريض علي غير إرادته للمستشفي . كما أن الإجراءات المهنية و الطبية لم يناقشها القانون بل نظم حقوق المرضي في إطار الرعاية السليمة.
ثالثا : تخوف أن يظل القانون الجديد عند إقراره ستون سنه أخري لحين تغييره؟ الحقيقة ان هذا من طبيعة الحياة ان يتم التغيير عند الحاجة و لكن في كثير من جوانب القانون روعي ان تبقي التفاصيل في اللائحة الداخلية للقانون ليمكن تعديلها إذا لزم الأمر دون المساس بالقانون او تغيير القوانين لعدم سهولة هذا .
و أخيرا فان مشروع القانون الخاص بالصحة النفسية المقدم حاليا في مجلس الشعب سيكون له اكبر الاثر في تغيير الخدمات الخاصة بالصحة النفسية كما انه سيلزم تقديم خدمات جيدة في مختلف المحافظات و يغير أشكال العلاج و التأهيل للمرضي داخل مجتمعاتهم و أسرهم .