الجمعة، 27 مايو 2011

الاضطراب الوجداني – مسار المرض و مأله BIPOLAR AFFECTIVE DISORDER – COURSE

النوبة الاولي في الاضطراب الوجداني تحدث في أي سن بعد البلوغ . و الحقيقة ان نوبات الهوس و الابتهاج قد تحدث نادرا قبل البلوغ ، و يتم مراجعتها و تمييزها من اضطرابات نفسية اخري تتميز بالنشاط الحركي و الفكري لدي الاطفال مثل اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه . و متوسط عمر الاصابة بالمرض يكون في الثلاثينات من العمر و لكن معظم المرضي يصابون بالنوبة الاولي في العشرينات من العمر.اي ان الاصابة بالمرض تظهر بين العشرينات و اوائل الثلاثينات من العمر .


بعض المرضي المرضي قد يصابون بالاضطراب الوجداني في بداية سن المراهقة. و قد تتأخر نوبات الهوس و الابتهاج و النشاط في كبار السن و لكن معظمهم يكونون قد عانوا من نوبات اكتئاب في حياتهم السابقة . و عند حدوث نوبة الهوس و الابتهاج في كبار السن بدون تارخ لحدوث نوبات من الاكتئاب مسبقا تجعلنا نشك و نبحث اكثر في اسباب عضوية في المخ او الغدد الصماء قد ادت لظهورها في مثل هذا السن.

و نظرا لان تشخيص الاضطراب الوجداني يحتاج لصورة واضحة من نوبتين علي الاقل من الاكتئاب و الهوس في تتابع ، قد يفصله مده اكثر من 5 الي 10 سنوات من عمر المريض ، فأن التشخيص يتأخر نسبيا . و يكون التأخير في التشخيص ايضا راجع لان الاعراض في الفترات الاولي من المرض قد تكون خفيفة وغير ملحوظة و ربما تمايزت مع اعراض اضطرابات نفسية من عند و سهولة في الاستثارة و الاندفاعية و قلة النوم و النشاط الزائد كما هو موجود في فترات المراهقة او اضطرابات الشخصية او سوء استخدام العقاقير الكحوليات .

و بالطبع الاهتمام بتشخيص الحالات في بدايتها يهم الاطباء لبدء العلاج الفعال و لتحسين الحالة المرضية و عدم تحولها لحالات مزمنة علي المدي الطويل .

1- هل بداية الاضطراب الوجداني في وقت مبكر من العمر يؤدي لحالة شديدة من المرض ؟

كثير من المرضي يبدأون المعاناة من الاضطراب الوجداني في فترة المراهقة و الشباب ، و رغم هذا فأنهم يجدون ان اعراض المرض بسيطة في هذا العمر مما يجعلهم يستمرون في التعامل مع مواقف الحياة بدون ارتباك شديد من المرض و اعراضه . و ان المشكلة الكبيرة في شدة الاعراض مع تقدم السن التي تصل لمرحلة اعاقة ، مما يدفعهم للعلاج .

و يمكن ان يصاحب الاضطراب بعض الاعراض الذهانية ( الاعراض الذهانية هي اعراض من الهلاوس السمعية او البصرية او تهيؤات خاطئة ضلالية يعتقدها المريض اثناء نوبة الاكتئاب او الهوس و الابتهاج ) . و رغم ان هذه الاعراض الذهانية قد تصاحب النوبات في اي سن ، الا ان وجودها في بداية المرض مع السن الاصغر لا يؤدي لزيادة شدة المرض او انتكاساته ، و لا يختلف الامر عن حدوثها في السن الاكبر .

و لكن حدوث الاعراض الذهانية مع الاضطراب الوجداني بالطبع تزيد من تكرار انتكاسات النوبات و حدوثها بوجه عام و تحول المرض الي مزمن في طبيعته.

2- ما هو مدي احتمال تكرار الانتكاسات بعد اول نوبة من الهوس و الابتهاج ؟

تكرار نوبات الاضطراب الوجداني يعد امر حتمي ، و نجد ان مرض النوبة الواحدة من الهوس و الابتهاج لا يحدث الا في 5% فقط من مرضي الاضطراب الوجداني. و نسبة الاصابة بأي من نوبات الاكتئاب او الهوس و الابتهاج متساوية في الحدوث بعد اول نوبة من الهوس و الابتهاج .

خلال اول سنة من حدوث النوبة الاولي من الهوس و الابتهاج يصاب حوالي 50% من المرضي بنوبة من الاكتئاب او الهوس و الابتهاج. و اذا حدثت نوبة من الاكتئاب قبل نوبة الهوس الاولي بالطبع يزيد هذا من خطورة حدوث نوبات مرضية اخري بنسبة اكبر .

3- ما هي مدة استمرار نوبات الهوس و الابتهاج ، و الاكتئاب ؟

تستمر النوبات بدون علاج لشهور و مع العلاج الدوائي تستمر لعدة اسابيع فقط.

4- هل يشفي المرضي تماما بعد كل نوبة ؟

اذا كان ما يعانيه المريض هو النوبة الاولي من الهوس و الابتهاج او نوبة مبكرة من الاكتئاب فأنه من المقبول ان نقول بثقة ان المريض سيتعافي تماما من اعراضها . و من معايير المرض الاولية في الاضطراب الوجداني ان يتعافي المريض من اعراضه ، و مع ذلك قد يفقد المريض بعض من قدراته و طاقاته الوظيفية . و قد يكون العمل الشاق المتميز بضغوط و ساعات طويلة في صعوبة لاداؤه بسهولة ، و يحتاج المريض لتنظيم اكثر لاوقات نومه و جهده . و هذا يظهر في الاعمال التي تتميز مثلا بتغير الوقت مثل النوبتجيات او مسئولية الخفارات ، مثل ما يوجد في المجال الطبي او العسكري او الامني . لتأثير ذلك علي الاداء و خطورة ظهور اعراض المرض مرة ثانية .

5- بالنسبة للاضطراب الوجداني ، ما هي اكثر النوبات ظهورا و اصابة بها : الاكتئاب ام الهوس و الابتهاج و النشاط؟

تقريبا معظم مرضي الاضطراب الوجداني يصاب بكل من نوبات الاكتئاب او الهوس و الابتهاج و النشاط .

الاناث اكثر اصابة بنوبات الاكتئاب خلال المرض ، و الذكور اكثر اصابة بالهوس و الابتهاج و النشاط و عدد اقل من نوبات الاكتئاب .و قد نجد بعض الذكور لديهم نوبات فقط من الهوس و الابتهاج و النشاط.

و رغم ذلك نجد ان المرضي علي المدي الطويل يصابون بمعدل متساوي من نوعي النوبات المرضية من الاكتئاب أو الهوس و الابتهاج و النشاط . و بوجه عام فأن علاج نوبات الهوس و الابتهاج و النشاط يكون اكثر فاعلية من نوبات الاكتئاب و عليه فأن المرضي قد يعانون اكثر علي المدي الطويل من اكتئاب مزمن .

6- هل تتحول نوبات الهوس و الابتهاج و النشاط الي نوبات اكتئاب ؟

حوالي ثلث عدد نوبات الهوس و الابتهاج و النشاط تنتهي بنوبات من الاكتئاب ، و تقريبا نسبة مماثلة ايضا من الهوس تسبق بنوبات اكتئاب

( و لذلك يسمي الاضطراب : بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب ، او الهوس الاكتئابي ) .

بعض المرضي يتميزون بنظام منتظم من الاصابة بنوبات متبادلة من الاكتئاب و الهوس . و يحدث ذلك اكثر في الذكور . و اهمية متابعة ذلك انه يمكن منع التبادل ثنائي القطب بعلاج احد النوبات لمنع النوع الاخر .

7- كيف تظهر مثل هذه النوبات المرضية و هل تأخذ وقت قليل ام بطيء ؟

نوبات الهوس يمكن ان تظهر خلال مدة اقل من 48 ساعة و لكنها قد تحتاج عند المرضي الي اسابيع لظهور اعراضها . و بالنسبة لنوبات الاكتئاب فلها طبيعة نمو تدريجية خلال اسابيع اكثر منها ايام و تتحرك في اعراضها في الحدة من الاكتئاب البسيط الي الشديد بتدرج ايضا .

و نوبات الاكتئاب غالبا ما تغفل من المريض أو الاهل لانها تكون نوبات عزلة و اقل مشاكل من نوبات الهوس و الابتهاج . لان نوبات الهوس تسبب مشاكل اجتماعية اكثر بسبب زيادة الافكار و المشاعر و النشاط الحركي ، و بالطبع المشاكل في الهوس ملحوظة اكثر في الاناث اكثر ، نظرا للمعايير الاكثر تحفظا التي تحاط بها الاناث .

فنجد ان الاكتئاب البسيط او متوسط الحدة لا يتذكره المريض او الاهل الا بأنها فترات هدوء ، بينما الهوس يتم تذكره بمشاكل القيادة السريعة و الخناقات الاسرية و عدم التحكم في المشاعر و التعدي علي القيم العامة او الخلاعة في الملابس او المكياج و تعدد العلاقات مما يزعج الاهل و المريض اكثر و خاصة عند الانماث كما ذكرنا .

8- هل يمكن توقع مسار النوبات المستقبلية في الاضطراب الوجداني ؟

بمراجعة نوع و شدة و معدل حدوث النوبات المرضية في الاضطراب الوجداني يمكن توقع ما سيحدث . فنجد مثلا ان من يعاني من نوبات الهوس في سنوات العشرينات قد تنتظره الاصابة بنوبات الاكتئاب في الاربعينيات من عمره. و من اكثر العوامل التي تؤثر في توقع النوبات القادمة هو مدي تبصر المريض بمرضه و التزامه بعلاجه

و جرعاته و متابعته مع الطبيب و التزامه بالتوصيات العلاجية التي تجهض النوبات في بدايتها .

9- هل يتحول الاضطراب الوجداني الي مرض نفسي مزمن ؟

حوالي ربع حالات الاضطراب الوجداني تتحول الي معاناة للمريض مزمنة في استمرار للاعراض الاكتئابية أو الهوس . و معظمها تكون في شكل اضطراب اكتئاب مزمن ، ربما كان اكتئاب بسيط و لكنه لا يزال يعاني منه المريض . و ربع اخر من المرضي يتحولون الي مرضي متبادلي النوبات بين الاكتئاب و الهوس خلال ايام او اسابيع . و قليل من المرضي يتحولون و خاصة مع الاصابة بأعراض الذهان لفقدان بعض من القدرات المعرفية و العقلية مما يجعلهم يشبهون مرضي الفصام .

10 – هل مرض الاضطراب الوجداني حالة مستفحلة و متصاعدة؟

معدل النوبات ووقتها يزيد زيادة بسيطة مع استمرار المرض و الانتكاسات . و رغم ان هذا غير ثابت في كل المرضي ، و لكن اكثر العوامل التي تساعد علي تقليل معدل النوبات ووقتها هو الالتزام بالعلاج ووجود شبكة اجتماعية و اسرية تساند المريض مع توفر عمل مناسب للمريض يساعده علي بناء ما فقده من سماته اثناء المرض.

11- هل الاضطراب الوجداني هو حالة دائمة لا علاج لها و لا فكاك منها للمصاب بها ؟

احتمالية الاصابة من نوبات الاضطراب الوجداني قد تستمر العمر كله للمصاب به . و لكن مع العلاج نجد ان الحد من النوبات يصل الي تقليل معدل الاصابة بالنوبات مرة اخري بفاصل يصل الي 20 سنة ، مما يتيح للمريض العمل و الزواج و استمراره في الحياة و تقليل فرص تحول المرض الي مرض مزمن.

12- ما هي النهايات المحتملة للمصابين بالاضطراب الوجداني و بصراحة ؟؟

40% منهم يعودون لوظائفهم الحياتية العادية ، مع توقع نسبي لنصفهم بعودة النوبات خلال 5 سنوات من النوبة الاخيرة . 40% يتحسنون تحسن جزئي مع الاستمرار في وظائفهم بشروط صحية . 20% يتحولون لمرضي مزمنين يعانون من الاعراض و تكرار النوبات .

13- هل يتحول المصابون بالاضطراب الوجداني الي مرضي الزهايمر و خرف الشيخوخة أو مرضي فصام ؟

لايوجد اي علاقة بين الاضطراب الوجداني و مرض الزهايمر و خرف الشيخوخة .

و ربما تشابهت الاعراض بين الاضطراب الوجداني و الفصام و لكنه لا يؤدي اليه .

14- هل تؤثر الدورة الشهرية لدي السيدات علي الاضطراب الوجداني ؟

من المعروف ان الدورة الشهرية لدي السيدات قد يصاحبها تغيرات مزاجية من اكتئاب او قلق و نرفزة ، مما قد يزيد الاعراض للمصابين اصلا بالاضطراب الوجداني و يعانون من نوبات اكتئاب . و لكن لا يوجد علاقة بين الدورة الشهرية و تغيراتها مع نوبات الهوس .

15 – هل تزيد نسبة و خطورة انتكاس نوبات الاضطراب الوجداني بعد الانجاب ؟

الحقيقة ان الانتكاسات تزيد بعد الانجاب في ثلث المريضات المصابات بالاضطراب الوجداني ، و هذاما يحتاج لمتابعة جيدة للمريضة و للاعراض التي قد تبدأ و اعطاؤها العلاج المناسب لاجهاض ظهور مثل هذه النوبات . و يكون للزوج و الاهل دور كبير في مساندتهم و تجنب الانتكاسات المتوقعة .

16- هل يرتبط حدوث نوبات الاضطراب الوجداني بأوقات أو فصول معينة في السنة؟

الارتباط لا يحدث بشكل حتمي و لكنه قد يحدث في الاضطراب الوجداني الموسمي و فيه يكثر الاصابة بنوبات الاكتئاب في الشتاء و نوبات الهوس في الربيع. و الامر قد يكون له علاقة بالضوء و مدي تعرض المريض له حيث ان الغيوم يصاحبها الاكتئاب .

17- هل لدورة و نظام النوم تأثير في الاصابة بنوبات الاضطراب الوجداني ؟

الارق و فقدان ساعات النوم له تأثير في ظهور نوبات الهوس ، و يظهر هذا في المرضي الذين يعملون بنظام النوبتجيات او المناوبات ، ما يجعل مثل هذه الاعمال ليست مناسبة لهم. و الحفاظ علي نوم و دورة نوم ثابتة تقلل من حدوث اي انتكاسات.
د / احمد البحيري - استشاري الطب النفسي
0124126363
drbeh@hotmail.com


للحجز بالعيادة
01224126363
24508919
د/ احمد البحيري
استشاري الطب النفسي
56
شارع رمسيس - متفرع من بطرس غالي - روكسي - مصر الجديدة - القاهرة