يعاني مرضي الادمان و اهلهم من
الادمان و مشاكله . يحاول الاهل غالبا بلا فائدة في اقناع المريض للالتحاق بالعلاج
و لكن ينتهي الامر غالبا بالفشل و دون فائدة مع الشعور بالاحباط للاهل و المريض
الذي يستمر في دائرة مفرغة من الادمان و مشاكله . كثير من الاهالي و المرضي مقتنعون ان الادمان
ليس له علاج و ان المريض لا يمكن علاجه و لا يقتنع بالعلاج و لكن الامر يحتاج
لتفكير مختلف و تناول اكثر اصرارا للخروج من الادمان .و هذه بعض الاقتراحات
لاكتساب ثقة المريض و تحفيزه للعلاج و التخلص من مشكلته .
1- من اهم الطرق لتحفيز المريض للالتحاق
بالعلاج هو التداخل الاسري . التداخل الاسري يشمل اولا احتواء المريض في ان حبهم
له يدفعهم لعلاجه و مساعدته في مشكلته . من
اهم الامور هو ان يحاول كل فرد في الاسرة اظهار اهمية العلاج للمريض و للاسرة . الاسرة
يكون لها رصيد لدي المرضي و تستطيع مساومتهم علي العلاج في الفترة الاولي و يكون
لبعض افراد الاسرة تأثير و ثقة في التعامل و توحد المنفعة.
2- تكلم مع المريض فيما قد يحدث اذا لم يختار ان
يساعده العلاج . لا تتكلم عن العلاج كانه مصير او عقاب بل هو مساعدة و فرصة
للتغيير للافضل . التغيير للفضل هدف
الجميع من مرضي الادمان و غيرهم مما يجعل فكرة المساعدة اكثر قبولا . بالطبع قبول
فكرة المساعدة تكون اكثر قبولا من افراد لهم خبرة في العلاج او مرضي متعافين
سابقين يتكلمون مع المريض من واقع احداث حقيقية مشابهو لمرضه و تحدياته و مخاوفه و مشاكله اثناء العلاج . المتعافين من المرض
عندما يتحدثون لمريض الادمان يضربون مثل حقيقي للعلاج . الهدف هو اقناع مريض
الادمان بالعلاج و ايضاح ان غير ذلك سيفقده الكثير في حياته بل قد يفقده حياته
نفسها .
3- التعامل مع خدمات ارشاد مثل
الخط الساخن او مواعيد للتجربة مع احد المستشفيات المتخصصة و هنا يجد المريض نفسه
امام خدمة حقيقية دون طلب او الزام له بالعلاج / لا شيء الا المتابعة . بالطبع هذ
الطريقة افضل من النصيحة و التحذير فهي تدخل المريض في عالم العلاج للتجربة دون
الزام و تشعره بالقدرة علي الانسحاب و لكنها تورطه في العلاج بتسيل الكلام و
المتابعة و المناقشات مما يؤثؤ في قناعاته بالتغيير و الاندماج في العلاج .دائما
اتفق علي انتظام المتابعة المستمرة مع المريض مهما حدث . الاستمرارية و المتابعة
اهم طرق اندماج المريض الاولي في العلاج .
4- يمكن التداخل بالطريقة
العكسية ، و هي بدلا ان نتكلم مع المريض في اهمية العلاج ، ناقش معه و بجدية و
بدون سخرية و لكن بفكر و بصبر " لماذا لا يريد العلاج او ان يساعده احد في
التغير للافضل ؟؟؟؟""".. غالبا ما يكون الخوف و الاحباط و اسبابهم
هي العلوامل الهامة لرفض العلاج ....لابد ان تكتسب ثقة المريض ليكون لنقاش الرفض و
الرد عليه اثر في تحفيز المريض لاتخاذ قرار العلاج .
5- لابد ان تكون جاهزا و مرنا
في ردودك علي القناعات الخاطئة حول رفض مريض الادمان للعلاج . و اهمهم انه حاول
العلاج اكثر من مرة في العلاج و لم ينجح . و يكون ردك مثلا انك حاولت دون برنامج و
طريقة صحيحة للعلاج فكنت تقع في اخطاء او تمارس نفس الحياة دون تغيير فأدي ذلك
لعدم العلاج .. او انه في علاجه السابق في البرنامج العلاجي لم يعط الامر الفرصة
الكاملة و اظهر له مواطن المخالفة ..الامر يحتاج منك كثير من الوقت و فهم للمريض و
اخطاءه دون نقد او غضب و لكن بنقاش مقبول يؤدي بالمرضي لاتفاق علاجي جديد.
6- الانسان بطبعه لا يحب ان
يكون طرف اضعف ، لن يستمع لك المريض اذا كلمته كتلميذ او كلمته كمحاضر ، الامر
يحتاج لامانه و حماس حقيقي في التعامل مع المريض ، لابد ان يصله شعورك بالاهتمام و
هذا ليس للمعالجين و لكن لافراد الاسرة او المرضي المتعافين لتتحول كلمتك لارادة
تغيير. عليك تفهم مخاوف المريض و اضطراباته النفسية المصاحبة و اكبر مشاكله مع الادمان و اظهر له
تفهمك لضعفه امام المخدر و لكن الامر يحتاج لتغيير لانه المنطق و الفائدة و هو
الامر الذي سيقضي علي المشاكل و الاضطرابات النفسية و الجسدية قبل ان يكون الهدف
هو العلاج من الادمان و لكن في طريقنا للتغيير لابد من العلاج و اعطاء العلاج
محاولة جادة للتوقف عن الادمان.
د / احمد البحيري
استشاري الطب النفسي
01224126363- mdabeh@gmail.com