رغم الخبرة الإكلينيكية الممتدة لمدة أكثر من 15 سنة في علاج الإدمان إلا أن الكتابة عنه لا تزال لها رهبة
و احترام لقسوة هذا المرض الذي اعتبره الكثير من الناس فقط مشكله اجتماعية أو دينية أخلاقية.
كما أن بعض المتخصصون اختزلوه في تواجد المواد الادمانية فقط بالجسم أو تأثير توقفها علي الآلام الجسمانية و ما يعرف بأعراض الانسحاب النفسية.
الحقيقة أن اضطراب الإدمان أو الاسم العلمي له " التغيرات النفسية و السلوكية الناتجة عن سوء استخدام او الاعتماد علي عقاقير "-----
هو اضطراب يثير عدة تساؤلات و دعونا نضعها في نقاط لنحاول أن نثبر إلي حقيقتة.:
1- ما هو الإدمان ؟ الإدمان هو مرض نفسي مزمن قابل للانتكاس و هو ناتج مثل كل الإمراض النفسية من أسباب متعددة منها الناتج عن طبيعة جسم المريض و منها النفسي و منها الاجتماعي التي بدورها تؤدي لتغيرات مزمنة في التركيب الكيميائي و التشريحي للمخ.
2- ما معني انه مزمن و منتكس هذا كلام مخيف و يحبط المرضي و الأهل و العاملين بالعلاج لان معني هذا أن مرض الإدمان هو مرض بلا علاج و بلا أمل ؟
لا بالطبع و الحقيقة أن
المقصود بأنه مزمن انه مرض يصيب المرضي لفترات طويلة أكثر من سنتين فغالبا ما يأتي المريض للعلاج بعد ذلك.
و إن العلاج يستمر لفترات طويلة يحددها الطبيب . و ذلك لضمان استمرار التعافي من المرض. و هناك كثير من الأمراض الجسمانية تشبه هذا : مثل أمراض حساسية الصدر التي يشفي منها المريض و لكن يحتاج لمتابعة طويلة للتأكد من انتهاء حساسيته الصدرية.
و المقصود بأنه قابل للانتكاس إي أن المرض ليس له علاج محدد بمدة و يمكن ان يعود لاسباب كثيرة يجب الابتعاد عنها بأمر الطبيب .
ففي الطب هناك علاجات لأمراض محددة بمدة مثل التهاب اللوزتين يتم اخذ العلاج لمدة 10 أيام مثلا و هناك علاجات لأمراض غير محددة المدة نظرا لأنها يمكن إن تنتكس عند توقف المريض عن العلاج و هذا حادث في اضطراب الإدمان كما هو حادث في علاج أمراض السكر و الضغط و الروماتيزم مثلا. فعلي المريض الالتزام بالعلاج لمدد اكبر أو متواصلة و ذلك لطبيعة المرض.
3- هل هناك علاج و أمل في العلاج ؟
بالطبع هناك علاج طالما التزم المريض بالبرنامج العلاجي و الأدوية كما سنبين فيما بعد.
4- ما هي المواد أو الأشياء التي يتم إدمانها ؟
المواد التي يتم الاعتماد عليها و إدمانها هي :
- النيكوتين ( موجود في السجائر و الشيشة و البايب )
- الكافيين ( موجود في القهوة و الشاي و النسكافيه )
- القنب ( موجود في الحشيش و البانجو و الماريجوانا )
- الكحوليات بتركيزاتها المختلفة بدءا من البيرة و الخمور الاخري.
- المنومات و المهدئات الصغرى و تكون غالبا في شكل أقراص و بعضها تؤخذ عن طريق الوريد
- الافيونات : و تحتوي الأفيون نفسه أو الهيروين أو المورفين او الافيونات المخلقة و لها أشكال أقراص
و اشهرها حاليا في مصر مجموعة الترامادولات و النالوفين.
- الامفيتامينات : و تحتوي الماكس فورت و اكستاسي و الكابتاجون.
- الكوكايين
- حبوب الهلوسة و الفينسيكلدين.
- هرمونات الذكورة التي تستخدم في الرياضة
5- ؟؟؟؟ هذا معناه إن الناس كلها مريضة إدمان و إننا جميعا مرضي إدمان. لان هناك ناس كثيرة تشرب سجائر
و شاي و قهوة؟؟؟؟؟؟
هذا السؤال جيد لأنه يجعلنا نتعرف اكثر علي أعراض اضطراب الإدمان :
أولا :ليس كل من تناول أو جرب مادة مما سبق يصبح مريضا للإدمان.
ثانيا : أعراض اضطراب الإدمان لها أشكال هامة أخري غير مجرد تناول المواد الخدرة و هي :
1- الإنسان يتعاطى مواد أو كحوليات فيزيد جرعة تعاطيه وعندما يريد التوقف عن التعاطي يظهر عليه أعراض انسحاب في شكل عدم نوم و اكتئاب و سهولة في الاستثارة مع أوجاع ي الجسم و إسهال .
بالطبع تعتمد الأعراض و ظهورها علي نوع المادة المخدرة او الكحوليات. و هذا ما يسمي
بأعراض التحامل أو زيادة المادة عند الاستخدام و كذلك أعراض الانسحاب..
■ و بجانب الأعراض السابقة التي يعرفها الكثير منا عن الإدمان يوجد أعراض أخري لا نعرفها لا يتم التشخيص إلا معها لان إذا اكتفينا بما سبق أصبح الأكل و الماء من أنواع الإدمان لان يمكن زيادة جرعتهم عند تناولهم و كذلك عند التوقف عن تناولهم يحدث أعراض جسما نية ربما تودي للهلاك.
ثالثا : أعراض الإدمان المهمة الاخري المكونة لصورة المرض هي:
2- إن المادة الادمانية أو الكحوليات المتعاطاة يشعر معها الإنسان بمتعة و انه يتكون لديه رغبة شديدة لمعاودة نفس الإحساس، رغم زيادة الجرعات و المشاكل التي تحدث منها و رغم علمه بهذا.
فهنا نجد متعة شديدة تسيطر علي الإنسان و تجعله دائما طالبا لها مهما حدث .
3- الرغبة و اللهفة الملحة للتعاطي و ما تسببه من مشاكل : و من أعراض مرض الإدمان ، المشاكل التي يتعرض لها المريض من مشاكل نفسية و مادية و قضائية و ضياع لكل القيم رغم معرفته و إدراكه لما يحدث و إدراكه لخسائره و رغم إنها علي غير طبيعته و هذا يشير للجزء الوسواسي في مرض الإدمان.الوسواس هنا يقصد به إلحاح فكرة التعاطي بطريقة مرضية تقهر المريض و تجعله يتعاطى ، مهما حاول التوقف و الابتعاد .
و لذلك نجد المريض يتذكر التعاطي بكل شيء في شكل قهري و هو غير مدرك أن المشكلة في ذكرياته لتفاصيل حياته التي توسوس له بالرجوع للتعاطي أكثر من مشكله التعاطي نفسها.
4- الاعتمادية علي المادة الادمانية او الكحوليات: تعاطي المادة أو الكحوليات ربما يسيطر علي المريض و يجعله لا يستطيع التصرف أو القيام من النوم أو الذهاب للعمل أو التعامل مع الآخرين او الحياة في أي نشاط بشكل جيد الا إذا تم التعاطي . و هذه مشكلة أخري في العلاج حيث أن تفاصيل حياة المريض كلها ترتبط بتأثير المخدر الذي نريد أن نوقفه ( أي ان تفاصيل حياة المريض معتمدة علي المخدر) و بالتبعية عند توقفه يحدث أن الحياة لا تطاق نفسيا و هذا ما يسمي بأعراض الانسحاب النفسي من اكتئاب و قلق و توتر في إدارة الأمور.
6- و كيف تحدث هذه الأعراض و كيف يظهر مرض الإدمان و ما هي أسبابه؟
للمرض أسباب كثيرة نفسية و اجتماعية تدفع الشخص لتجربة المواد المخدرة أو الكحوليات
من الأسباب النفسية مثلا اضطرا بات الشخصية و الاندفاع و عدم تحديد الأهداف مع الفضول غير المنظم و الاكتئاب و عدم الثقة بالنفس و المفاهيم المغلوطة عن الرجولة و الاندماج أو اختيار أصدقاء لهم عادات سيئة أو تواجد أمراض نفسية مصاحبة مثل الاكتئاب و القلق و المخاوف الاجتماعية و الخوف من الاماكن المزدحمة و اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه و الفصام. و من اكبر أسباب المخدرات النفس الاجتماعية انتشار ثقافة المخدرات و انتفاء ثقافة العلاج في المجتمعات ، بمعني أن تكون بعض المواد مثل الحشيش و الكابتاجون و القات مقبول اجتماعيا في تعاطيه ، بل تعتبره بعض الأوساط اجتماعية لازما للتواصل الاجتماعي . علي النقيض نجد انتفاء صفة العلاج من الإدمان و الإحباط في نتائج العلاج و يقلل التقدم للعلاج و كان لسان الحال أن الإدمان ليس له علاج.
عدم تعلم النشء و الشباب مهارات التمتع بالحياة بطريقة صحيحة مثل الرياضة و الثقافة و معرفة قدراته العلمية و العملية او افتقادهم لمهارات التكيف و التغلب علي المشاعر السيئة و الحزن و القلق و في كلتا الحالتين يؤدي هذا لتغيرات نفسية تجعل الشباب يرغبون في المواد الادمانية و الكحوليات.
و هناك أيضا أسباب و مشاكل اجتماعية مثل التفكك الأسري و اختفاء القدوة و تغير شكل القدوة في شكل مادي او سطحي أو غربي غير مقبول و كذلك التغير في الانتماء و مفاهيم تحسن الحياة و تحملها بالمخدرات بدلا من مواجهتها و كذلك أصدقاء السوء. و أسباب أسرية مثل الغلو في التدليل أو القسوة و التفرقة بين الأبناء و عدم متابعة الأبناء و اختيارهم لاصدقاؤهم في عالم أصبح واسع الاحتكاك و الاختلاط بوسائل تكنولوجية مختلفة .فالوالدين في احتياج لاكتساب مهارات الو الدية لتربية الأولاد و البنات في عصرنا .
السبب العضوي : لماذا يدمن احد المتعاطين و لا يدمن الأخر
و لكن كل ما سبق يودي للتجربة و التعرض للمادة المخدرة و الكحوليات التي تعمل علي إثارة احدي مراكز المخ و هو مركز المكافأة او المتعة الذي بدورة يعطي الشخص شعور جميل و ايجابي يسعى لتكراره و عند تكراره يبدأ المرض بزيادة الجرعات و تكوين ارتباطات مع تفاصيل حياة المريض عن طريق إثارة مراكز الذاكرة مع نكهة التعاطي و هنا يرتبط المريض و يعتمد علي المخدرات و تتسبب في الأعراض السابق ذكرها.
اذا تعاطي الشخص المخدرات و لم تحدث له أعراض الإدمان وهذا ممكن حدوثه يسمي متعاطي
و اذا حدثت الأعراض أصبح مريض إدمان
. و بالطبع لا يوجد وسيلة حتى الآن تتنبأ بتفاعل الجسم لتكوين المتعاطي أو مريض الإدمان .
كذلك يجب أن نبين إن الإدمان غير مرتبط بنوع المادة الادمانية فكلنا قد نعرف من يتعاطى الخمور أو المخدرات او الحشيش و لكنه ليس مدمن عليها و لكن نجد إننا أيضا نعرف من يدمن النيكوتين في السجائر او الكافيين في القهوة
و هنا يجب ان نفرق في التشخيص لمساعدة المرضي .
هذا الكلام له علاقة فقط برأي بالطب العلمي و ليس له علاقة برأي الدين في موضوع التعاطي . حيث انه من البديهي ان هذه المعلومة لا تشجع علي الاستمرار في التعاطي طالما ليس هناك إدمان و لكنها في الحقيقة تحض عن الابتعاد عن كل مجرد التعاطي و بالتبعية الوقاية من الإدمان. و هنا نجد العلم و الطب يتفقان .
7- لماذا نضع للإدمان كل هذه الأهمية و ما هي مضاعفاته؟
ا- مضاعفات صحية :
يؤثر التعاطي علي العقل و المخ و يسبب أمراض نفسية و ذهانية ( جنون) و عته و جلطات بالمخ تصل لنسب كبيرة اكثر من 70%.
يؤثر علي الكبد إما بالكحوليات او انتقال الفيروسات الكبدية بي و سي .
الفشل الكبدي و التنفسي .
انتقال فيروس الإيدز و هو من اخطر الأشياء لان المريض يفقد مناعته الداخلية الطبيعية و يبقي معرض لأي مرض.
ب- مضاعفات قانونية :
حيث ان المريض في ظل المرض ينتهك كل الأعراف و القوانين و كم رأينا من جرائم شنيعة و تسببت في الموت و تفكك الأسر بسبب الإدمان.
ج- مضاعفات اجتماعية :
ان مجهود الأفراد في أي مجتمع هو أساس بناؤه و تقدمه و حفاظه علي عاداته و قيمه ، و بالطبع الإدمان يقضي علي هذا و يقضي علي أهم فئة وهي فئة الشباب . فهو عدو لدود لأي مجتمع.
8- ماذا عن العلاج و هل يوجد علاج ؟
بالطبع يوجد علاج
و يمر المريض بالمراحل الاتية للعلاج
اولا : علاج أعراض الانسحاب الجسمانية التي غالبا ما تعتمد علي الأدوية و هي فترة لا تتعدي في التعامل معها 10 إلي 14 يوم و الحقيقة إن هذه المرحلة يعلق عليها الكثيرين الآمال حيث يظنون أن مجرد خروج المواد الخدرة من الجسم هو العلاج الكامل و هذا عكس الحقيقة إذ لا زالت هناك الأعراض النفسية للانسحاب كما ذكرنا و كذلك التغيرات النفسية التي حدثت للمريض في سلوكياته و مفاهيمه عن الحياة التي يجب أن نغيرها و نعدلها للأبد ليتحمل و يتعايش مع الحياة الجديدة باندماج كامل .
و هذا يتم من خلال
ثانيا : العلاج النفسي للمريض
حيث يحتاج المريض للفحص لحدوده النفسية ( سمات الشخصية المشاكل الأسرية و المجتمعية و الأبعاد الاقتصادية و الاجتماعية للمريض و كذلك مدي تعامله مع القيم الدينية أو العليا)
يتم العلاج الأسري في هذه المرحلة أيضا .
ثالثا مرحلة التأهيل :
كما قلنا المريض مش عارف يتعامل أو يؤدي في الحياة بطريقة جيدة إلا و هو يتعاطى و هنا يجب أن نكون للمريض الأتي :
-
- مهارات نفسية للاندماج مع المجتمع و الأهل
- مهارات التعامل مع المواقف الأكثر صعوبة لمنع الانتكاس
- شبكة معارف جديدة كأصدقاء و لاكتساب مهارات لاستكمال العلاج ( و تكون هذه الشبكة عن طريق الأهل او الأصدقاء القدامى بعد تدريبهم او عن طريق جماعات المساعدة الذاتية المعروفة باسم المدمنون المجهولون NA
- مهارات التكيف مع الحياة الجديدة عن طريق الأسرة و الإرشاد الديني و العمل التطوعي
- رحلة العلاج قد تصل لعامين من المتابعة و تحتاج لتكاتف الجميع مع المريض للوصول به لبر الأمان
-
9- ما هو الإرشاد الأسري و هل للأسرة دور في العلاج و المتابعة؟
الإرشاد الأسري هو تكوين وعي و ثقافة علاجية لدي أسرة مريض الإدمان لتسهيل متابعته و علاجه عن طريق الفريق العلاجي و تتم عن طريق المقابلات مع الفريق العلاجي او المنشورات العلاجية .
و ربما نحتاج لتدخل في تمية العلاقات الأسرية بين المريض و أهله أو احد أفراد الأهل و هذا ما يسمي بالعلاج الأسري .
و الحقيقة إن دور الأسرة هام لمتابعة مريض الإدمان و تحديدا يكون لها هذا الدور :
1- يتم انتقاء احد أفراد الأسرة علي الأقل ليصبح الشخص القريب من المريض و مفتاح العلاقة العاجية معه و يتميز بان يكون مقبولا للمريض و ان يتم تدريبه علي متابعة المريض و كذلك تقبل افكار لمريض و يكون همزة الوصل بين المريض و الفريق العلاجي في حالات التخلف عن المتابعة .
2- يجب علي الاسرة أن تفهم من الطبيب نوع العلاج النفسي و المرحلة التي فيها المريض .و كذلك ملاحظة التغيرات الطارئة علي المريض أثناء العلاج و إظهار الثقة في التعامل مع المتابعة بحكمة و مراقبة سلوك المريض دون عنف او نقد لاذع بل باحتواء .
3- ملاحظة علامات الانتكاس للمريض علي المخدر في شكل أي أعراض انسحاب جسمانية أو انعزال اجتماعي
او نرفزة أو رد فعل نفسي عالي لأسباب واهية و تأخر المواعيد و تغير الأصدقاء و كذلك الكذب الذي يكون من أهم إشكال الانتكاسة .
4- علي الأسرة أن تفهم إن غرض العلاج ليس التوقف عن التعاطي للمادة الادمانية فقط و لكن أيضا التوقف عن الأفكار و المشاعر و أشكال الحياة المصاحبة لفترة الإدمان من أصدقاء او عادات . و من غير المسموح الرجوع لطبيعة حياة الإدمان حتى إذا كان المريض متوقف عن التعاطي . لان هذا سيقوده إلي الانتكاس.
5- يجب أن تتفهم الأسر ان المريض في رحلته العلاجية قد ينتكس او تحدث له ذلة في التعاطي و ان هذا ليس نهاية الدنيا او العلاج و لكن يجب إن نستمر في الرعاية و الاتفاقات العلاجية مع المتابعة وإبلاغ الفريق العلاجي لاتخاذ اللازم مع المريض علاجيا.
10 – ما المقصود بالتأهيل في علاج الإدمان:؟
تأهيل المريض ليس معناه زواجه ز عمله و لكن تأهيل مريض الإدمان هو علاج يساعد المريض علي الاتي :
- اكتساب الدافعية للعلاج و الاستمرار في وجود هذه الدافعية من وجود حياة جديدة بتفاصيلها .
- علاج الامراض النفسية المصاحبة للمريض من قلق و ذهان و مخاوف و سمات شخصية مضطربة حتى لا تكون سبب في الانتكاس.
- يجب ان نعلم أن مريض الإدمان كانت حياته تدور حول مركز الإدمان و التعاطي و كل شيء مرتبط بهذا ، حتى أن الشعور بالوقت كان مختلف و سريع مع المخدر.
و علي هذا لا يكتفي أبدا بالتوقف عن التعاطي لان هذا فقط دون تدخل للعلاج النفسي محتوم عليه بالانتكاس .
و عليه يجب وضع خطة لتأهيله لنظام حياه جديدة بتفاصيلها ،و يتم هذا مع الفريق العلاجي مع علم الأسرة في شكل الأداء اليومي و الأصدقاء و الأنشطة وهكذا . و يجب البعد عن أي نشاط مرتبط بالسلوك الادماني مثل السهر أو عدم قراءة الأذكار اليومية أو عدم وجود طموح أو خطة لتحقيق الذات . و الطموح ليس في امتلاك الماديات و لكن في الاستعداد لبذل المجهود .
مع اكتساب مهارات اجتماعية و نفسية لإزالة حالة الزهق و الطفش المصاحبة للإحساس بطول الوقت بعد العلاج.
- التأهيل أيضا يشمل تعويض المرضي عما فقدوه من قدرات للقيام بوظائفهم في حياتهم بسبب الإدمان مثل مهارات التعامل مع الآخرين و القدرات الزوجية و القيان بالمسئوليات بدون اعتماديه علي احد و الشعور بكيانه و مسئولياته كاب و زوج و الواجبات الدينية و قدرته علي التوازن الداخلي مع نفسه . كل هذا يضع له الفريق العلاجي مع المريض خطوات لاكتسابها و تنفيذها بدون مخدرات.
و أخيرا فان علاج الإدمان ليس بالشيء اليسير و لكنه غير مستحيل و كثير من المرضي تعافوا و أصبحوا أصحاء يفيدون أنفسهم و مجتمعاتهم