الشخصية
السيكوباتية ( المضادة للمجتمع ):
مجرم
مجرم مجرم نادوني بهذا اللقب منذ صغري ، مجرم لاخطاء صغيرة ، او لاني اكثر اخوتي
شقاوة و حركة ، ربما لتعليقاتي . مجرم لتجرأي علي المدرسات في المرسة و معاكستهم .
وصف مجرم صاحبني حتي قبل ان اكونه. و انا صغير كنت اتضايق من الكلمة و خاصة لو
صدرت ممن اهتم بهم ،ابي ،امي او احد المقربين.
و
لكن عندما وصلت لسن الاعدادي (12سنة ) كنت بيني و بين نفسي احبه ، احب ان اكون
مجرم!!.
ان
المجرم الذي يقولون عنه ( اللي هو انا )مغامر و قادر علي تحقيق نفسه و غير روتيني
. ثقتي اكبر بنفسي احب نفسي المجرم . احب ان اخدع الاخرين لانهم لا يساون الا
الخديعة . كم سعدت و انا صغير بتعذيب القطط و العصافير بالحبل حتي تموت ، ان
منظرها و هي تعاني و تحت رحمتي كان يشعرني بالسيطرة .
لازلت
غباء اخي الاكبر و قلة حيلته عندما اكتشفت امي قطة المنزل مخنوقة بالحبل ، و كيف
انها اتهمته بذلك و كيف كان يدافع عن نفسه و كيف كنت اشعر بالفخر و الاعتزاز بيني
و بين نفسي بذكائي و مخي الذي اوصلني للاستمتاع مرتين مرة بقتل القطة و مرة لان
امي اخذت تثني علي و تكافئني بينما تتهم اخي . وقتها لم اشعر باي تعاطف مع اخي و
امي تتهمه و تعاقبه ، انه قليل الحيلة و يستحق هذا الموقف. اكثر ما كان يضحكني مصائب الاخرين في تعثرهم
الدراسي او امتهانهم و عقابهم من المدرسين ، كم اعجبت بنفسي و انا افتح شنط زملائي
في الفسحة و ااخذ منها ما اريده و ارمي كراريسهم و كتبهم ، بالطبع سيعاقبون من
المدرسين و اهلهم لاضاعتهم لها .
جدي
دللني كثيرا و لكن عند سماع خبر وفاته ضحكت ، حتي ان امي لامتني علي ذلك ، و في
العزاء سرقت ساعته التي اعجبت بها ، اني استحقها دونهم .
لم
افهم ابدا لماذا يرهق زملائي انفسهم في المذاكرة بينما الغش اسهل ، و الهروب من
المدرسة من بوابة المدرسة او من علي السور اذا لزم الامر ، ان المرسة كانت سجن
بالنسبة لي و لكني كنت اذهب كل صباح و اهرب منها بعد حصة او اتنين مع زملائي و
نتمشي طول اليوم في الشارع .
اخذت
بعض الفلوس من امي بحجة الدروس او المجموعات و لكني كنت اذهب مع زملائي و اعزمهم
علي مشروبات او سينما . الدراسة لم تكن تهمني لاني لا اري املي فيها ، ادرس لماذا
لاكون كادحا مغفلا مثل ابي ، فشلت في الدراسة في الاعدادية ليس لانني غبي و لكن ذكائي شدني لطريق اخر ، و
لعنف ابي و المدرسين في كل مرة اسقط فيها .
اري
الامور دائما حتمية ، انا لست مسئولا عن سرقة اهلي ، هم من كانوا يفرقون بيني و
بين اخوتي لانني اسقط ، و لا يريدون ان يعطونني المال اللازم للنزهة مع اصدقائي .
تورطي في تجربة المخدرات كان حتميا لانني وحيد و اريد ان اكون مع اصدقاء لي ، حتي
علاقاتي مع البنات بدأت في سن ال 14 لانني وحيد و احتاج للحنان ، لاني هربت من
المنزل و لم يبحث عني احد ، ربما بحثوا و لم يجدوني و لكنهم في كل الاحوال هم
السبب ، لم اندم علي ما فعلت .
كل
شيء يحدث لانه لابد ان يحدث ، و انا علي رغم ذلك ان اثبت نفسي وان اعيش في سعادة ،
اكتشفت في الشارع ان القيم و القانون حجة الضعيف ، اما انا فقوي و سأخذ ما اريده
من المجتمع الذي حرمني ، لن اكون مثل الضعفاء و انتظر الاحسان لن يخدعني احد بعد
الان بل انا من اخدعهم جميعا و اتلذذ بالكذب لانهم اغبياء و لا يستحقون اي تعاطف .
اليوم
انا في الثلاثين من عمري ، اكملت الجامعة
بالكاد بعد رجوعي المنزل بعد 6
شهور قضيتها في الشارع ، المهم اكملت
دراستي و استخدمت كل وسائل الاسرة للنجاح
من دروس خصوصية و غش وواسطة .
عينت
بالواسطة في احد البنوك ، في فرع الائتمان ، حاولت ان اكون شخص جديد ، يكفيني الحشيش
فقط و السجائر و قاطعت زملائي القدامي و غيرت من حياتي لاكون شبيها للعاملين
بالبنك من مظهر و لبس و كلام .فهمت الكثير عن العمل و تعرفت علي العملاء و الزملاء
.
بعد
سنتين بالبنك ، شعرت انه لا يحقق طموحي المادي ، اني استحق الافضل ، كان علي ان
احقق ما اريد ووضعت خطة لقروض لشركات وهمية ، تكرر الامر عدة مرات و عدت لحياتي من
صرف و ادمان و علاقات ، و لكن تم اكتشاف الامر ، هددوني بالفصل من البنك . طلبوا
مني رد المبالغ و الا ابلغوا النيابة العامة .
صممت
ان اعرف ماذا يعرفون ، و من يعرف عن الامر ، عرفت ان رئيسي المباشر و زميلي فقط
يعرفون الامر و لم يبلغوا البنك بعد .
فكرت
كيف اتصرف ، المبالغ التي اخدتها صرفتها و لا استطيع رد شيء و النهاية السجن.
لابد
ان افعلها فهو قدرهم ، انها العواقب الحتمية للامور ، لمحت لهم بالرشوة او
يشاركوني فيما افعل رفضوا ، لقد اختاروا و رسموا نهايتهم بغبائهم ، لن ادخل السجن
بسبب غباء الاخرين و قيم لا تساوي .
الامر
بسيط اخذت اجازة و كأنني سأجهز نفسي و خططت للتخلص منهم ، قتلتهم و اثبت انني في
مكان اخر ، و لكن الامر فضح لان احدهم اخبر اهله عن المشكلة و شك في سوء نيتي و
سجل المكالمات الخاصة بيننا .
انا
الان في الحبس منتظر تنفيذ الحكم ، انا ضحية اهلي و زملائي ، لم يفهمني احد و
تمسكوا بقيم واهية ، المجتمع لم يعطني ما اردته ، ما ذنبي ، الكل يؤنبني علي ما
فعلت او يبكي علي ، ابكي علي حالي ، و
لكني اري الامر كان يجب ان يحدث لاخذ حقي ، حقي من مجتمع حرمني .
بقلم د/ احمد البحيري