الجمعة، 7 سبتمبر 2012

دور الاهل في نمو انفعالي و عاطفي مستقر لدي اطفالهم



لتعامل الاهل و طريقة تربيتهم للطفل دخل كبير في ضبط انفعاله. و اهم خطوة للنجاح في ذلك هي ان يفهم الاهل النمو الطبيعي لانفعال و عاطفة الطقل ، من ولادته حتي تكوينه نهاية فترة طفولته.

و فترة الطفولة التي تمر علي الانسان : هي من فترة و لادته الي سن 12 سنة تقريبا ، و ينتقل بعدها لفترة المراهقة بعد ذلك.  و تنقسم الطفولة لفترات مهمة و هي فترة الرضيع ( من الولادة حتي 15 شهر ) – و فترة المشي الاولي ( 15 شهر الي 2 و نصف سنة من العمر ) – و فترة طفولة ما قبل المدرسة ( من 2 و نصف سنة الي 6 سنوات ) – و اخيرا فترة الدراسة الابتدائية ( من 6 الي 12 سنة ).

-  فترة الرضيع ( من الولادة حتي 15 شهر ):
عند الولادة لا يكون للطفل مشاعر كاملة و لكن يتفاعل بمزاج عفوي يختلف من طفل لاخر . و هو غالبا مزاج وراثي – بمعني انه الصفة الاساسية لمزاج الطفل ، و نري الاطفال مختلفون في سرعة الانزعاج او هدوؤ . و لهذا المزاج تاثير علي تكوين باقي الانفعالات فيما بعد و يميز الطفل فنجد من الاطفال من يتهيج و يتعصب للاصوات العالية بسهولة و منهم من هو هاديء الطبع ، و تلاحظ الام هذا في مقارنتها مع ابناؤها في هذه الفترة السنية. و رغم ان انه جزء وراثي في المزاج الا انه يمكن تعديله و تهذيبه بالتربية فيما بعد و لكنه يصبح من سمات مزاج الشخص الاساسية .

و الطفل في السنة الاولي من عمره يتفاعل بالبكاء او بالقرب من الام ، و في اول شهر يمكن للطفل ان يتدرب علي توقع الرضاعة بحركات امه او قربها منه او  حتي لعبها معه بأي لعبة تصدر صوت ، و يرتبط هذا الصوت بميعاد الرضاعة .  و هو يتفاعل مع وجه امه و صوتها بابتسامة .
و في ثان شهر يستطيع الطفل التعرف علي وجوه اخرين من الاسرة و ينتبه للكلام ، و يكون ذلك بان يقل نشاطه الحركي اثناء كلام الاخرين.
و في سن 4 شهور تظهر الابتسامة الاجتماعية للاخرين ، مع الشعور بالغريب عن الاسرة و قد يتفاعل الطفل بالبكاء مع الغريب .
و الطفل في هذه السن تنمو انفعالاته و تظهر في شكل ثلاث انفعالات اساسية و هي 1) المزاج الاساسي كما زكرنا  ( من سرعة عصبية و نرفزة )  ،مع 2)  شعور الضيق ، و كذلك شعور 3)  السعادة الذي يظهر في الابتسامة الاجتماعية و الاستجابة  للاخرين بالمناغاة و اللعب .
في سن 6 شهور تظهر انفعالات خري مثل الغضب و عدم الارتياح و الخوف .
في سن 10 شهور يظهر الغضب و البكاء عند اختفاء الام و يستجيب الطفل للعب مع الاخرين ، و في اخر الشهر العاشر يمكن ان يتعرف علي اسمه و يمكنه اظهار الرفض بحركة من يده او اظهار التعجب .
و في نهاية السنة الاولي يمكن نطق كلمات مفردة بطريقة شبه سليمة . و تتحسن ذاكرة الطفل حتي تنمو في نهاية السنة الاولي الي ان يتمكن من البحث عن العابه المخبأة منه و يتذكر اشياء و مواقف او اغاني لمدة شهر سابق .

- فترة خطوات المشي الاوالي ( من عمر  15 شهر الي 2 و نصف سنة ) :

في هذا العمر تظهر انفعالات الغيرة وخاصة من الاخوات ومن يتعاملون مع الام وتزيد نسبة قدرة الطفل  علي التذكر و يمكنه التعرف علي اجزاء جسمه في اللعب مع الام . و ينطق في السنة الثانية كلمتين مع بعضهما علي الاقل " شبه جمل قصيرة"
و يتعرف الطفل علي الصواب و الخطأ و الاسف ، و يمكنه التعبير عن المحبة للام و الاب بكلمات او حركات باليد كاحضن مثلا. و يبدأ في هذه السن التفاعل و التجاوب مع مشاعر الاخرين.

 -فترة ما قبل المدرسة ( من عمر 2 ونصف سنة - الي 6 سنوات ):

يندمج الطفل مع الاطفال الاخرين ويفهم انه يوجد اطفال و مجتمع غير الاسرة ، و يمكنه انتظار دوره في اللعب و تزيد قدراته الحركية و مهاراته في التحكم بها ، و يمكنه تكوين جمل لغوية كاملة بطريقة صحيحة.
و يمكن في نهاية المرحلة ان يحكي الطفل قصة من خياله اوعن لعبه او عن موقف ما بخياله الواسع و غير المنطقي ، و يصاحب هذا بصورة طبيعية في الالعاب مع نفسه او زملاءه في العاب يلغب فيها ادوار البطولة و الحرب و تقليد شخصيات كرتونية تطير او تتميز بالقوة الخارقة. يمكنه التعرف الكامل علي الالوان و عمر الاخرين في سن 3 سنوات ، و يفهم النكات و الاسباب و يكتمل فهمه للصح و الخطأ حسب توجيه الاسرة.

 - فترة المدرسة الابتدائية ( من عمر 6 سنوات – الي 12 سنة ):
تنمو ذاكرة الطفل و يمكنه ان يحل مشاكله  و يتفهم الاسباب و المسببات للاشياء و يتم الوصول للتفكير المنطقي و يمكنه تنظيم جدول للعب و المذاكرة حسب اهميته له . و يظهر التكوين النهائي للقيم والضمير في هذه المرحلة استعدادا لدخول مرحلة المراهقة و تكوين الشخصية .
في فترة دخول المدرسة يبدأ الطفل بحرية العمل و التصرف و تزداد مواقفه الرافضة لرأي الاهل ، و ينزعج من نقدهم لمظهره او سرعته في الاكل او فوضي حجرته. و يميل اكثر للتواجد في مجموعة من اصدقاؤه من جنسه مع عداء مرحلي للجنس الاخر .  و قد يميل الذكور لمعاكسة الفتيات و لكن الفتيات تميل اكثر للتعرف علي الاولاد الذكور في الدراسة او الرياضة . و هو في معرفته للمنطق و الصح و الخطأ يحب ان يرضي معلمه ووالديه لما يعطيه ذلك من شعور بمكانه جيدة في المدرسة او البيت .


للتعامل مع الطفل يجب ان نري حقيقة و مفهوم تطوره العاطفي و النفسي و العقلي ، و لا نعامله كأنسان بالغ كامل ، بل نعامله حسب قدراته و نشجعه علي اكتساب مهارات كل مرحلة و الاستفادة منها ، حتي يشعر بالثقة و تأكيد الذات و الاعتماد علي النفس .
اهم شيء البعد عن الغضب و النقد و التأليس . و كذلك يجب ان نكلفه بواجبات تناسب قدراته النفسية او الجسمانية . يمكنه ان نسمح له بالخطأ في اختيار ملابسه او هو ايته او اصدقاءه في سن المدرسة الابتدائية و نتناقش معه و نصحح له . نكون مجال للنقاش و الحوار و نستغل نضجه في التفكير بالمنطق و الاسباب ليصل للاختيارات الصحيحة و القيم و يكتمل نضجه و ضميره . نستفيد من حاجته ليكون راضيا و سعيدا برضاء المدرس و الوالدين بمزيد من غرس الاتجاهات السليمة .
الاحتواء و الدفء الاسري لابد من التعامل به حتي عند انفصال الابوين او طلاقهم ، الطفل لن يستفيد في حالة دخوله جزء من الانفصال او الصراع ، يمكننا في حالات الانفصال ان نختلف علي كل شيء الا متابعة و تنمية مهارات الطفل الاجتماعية و النفسية .

د احمد البحيري 
استشاري الطب النفسي 

ليست هناك تعليقات: