الجمعة، 19 أغسطس 2011

الكاريزما


1- مفهوم و معني :الكاريزما هي جاذبية غامضة و موهبة الهية يملكها بعض الاشخاص للقيادة و التاثير و هي مثل السحر القاهر يلهم الاخرين و يؤثر فيهم . و الكاريزما تحتوي علي مجموعة سمات الشخصية التي تظهر الافكار و السلوك و المشاعر في الشخصية الكاريزمية بصورة فيها جاذبية المبادرة و الالهام و التاثير و الابداع بصورة اكبر مما يفعله الاخرين و كذلك تخرج من الاخرين  اعمال اكبر من قدراتهم  ، مما يجعل الاخرون يروه ملهم  او زعيم و ذلك في سياق الظروف التي هو فيها .

و الكاريزما يصاحبها ايمان صاحبها بما هو فيه من مشاعر و سلوك و افكار ، ز نري ان السيا ق و الظروف تظهر صاحب الايمان بافكاره  مثلا او سلوكه كصاحب كاريزما و جاذبية و تاثير و الهام للاخرين .فهو شخص ملهم و ملهم للاخرين و لكن بشروط توفر الظروف و السياق التاريخي له .

لانه بدون هذا السياق التاريخي و الظروف المواتية ووجود الجماهير و الاخرين الذين يؤثر فيهم سيصنف الشخص كانسان واثق في نفسه و من افكاره و سلوكه و مخلص فيها و لكن بدون جاذبية و الهام .

اذا الكاريزما = الصدق مع النفس ( الانسان المخلص ) + القدرة علي الالهام ( صاحب رؤية و حلم ) + لديه من الادوات و العلم ( المعلم و القائد و المبدع و المقنع  ) + الجاذبية و القبول  لدرجة الابهار  في مجاله ( عقليا و شكليا و الوضع و المكانة الاجتماعية و المنصب )   + السياق و الظروف

. و في احيان كثيرة يصنع هو السياق و الظروف .

فمثلا اذا لم يكن جمال عبد الناصر رئيسا فربما كان مصلحا و مخلصا في عمله و لكنه لن يكون له الزعامة و الالهام للاخرين و هكذا .

2- هل الكاريزما ممكن ان تكون وراثية ام مكتسبة /

كما ذكرنا ان الكاريزما تحتوي علي عدة سمات شخصية منها ما هو مكتسب و منها ما هو وراثي

و من السمات الموجودة في الكاريزما

القدرة علي القيادة ، الاقناع ، المبادرة ، الثقة بالنفس ، البحث عن الجديد و الابداع ، المزاج الثابت مع الضغوط و القدرة علي التكيف ، المهارات الاجتماعية و الذكاء الاجتماعي و القدرة علي التعبير اللفظي و الجسماني من لمحات و نبرات الصوت و نظرات العين و اظهار الاهتمام باللفظ و الجسدي .

و كما نري ان معظم ما قلناه من سمات يمكن التدريب عليها و معظمها في فنون و علوم القيادة و الادارة و السلوكيات و التربية و لكن يظل جزء وراثي مثل درجة الذكاء و الثبات المزاجي مما يشكل الكاريزما . و لا ننسي انه لابد من السياق و المواقف التي تظهر فيها الكاريزما .

3- الكاريزما لا تقتصر علي المشاهير و لكنها موجودة حتي في غير المشاهير و اذا سالنا اي مجموعة من البشر قد نجد لها قدوة او من اثر فيهم بدرجة كاريزمية / بالطبع السياسيين و الفنانين و الدعاة  لهم تاثير اكبر اذا كانوا لهم كاريزما و لكننا نجد من الاساتذة الجامعيين و العلماء و الباحثين و العمد و رجال  العائلة و هكذا من له من الكاريزما و التاثير علي قدر مجتمعه.

4- جاذبية الكاريزما سحر و جاذبية و قد يراها البعض في العين او حركة اليد او نبرة الصوت و الحقيقة ان الجاذبية سر لا نعرفه و لكنه في مجمله كيف يصلك الاهتمام و الارشاد و الالهام من الشخص صاحب الكاريزما ربما كان من افكاره او سلوكه او مشاعره او حركاته الجسمانية او نبرة صوته و كلها ادوات و لها مستقبليها .

المهم ان يصلك الاحساس .

5- متي  تفقد الكاريزما / تفقد بالتاكيد اذا فقدت احدت مكوناتها و اهمها السياق و الظروف لانها الاسهل في التغيير و كذلك فقدان الرؤية و الحلم او تقادم علمه و ادواته و شكله الخارجي بسبب الزمن / و دوام الحال من المحال ، كما راينا تغير حب الشعوب لبعض الزعماء اصحاب الكاريزما لدرجة الثورة و اعدامهم مثل ما حدث لموسيليني

6- طبيعة العلاقة بين الشخص صاحب الكاريزما مع الاخرين تكون ، اما مصدر الهام و ابداع ايجابي لدرجة تحقيق ما يعتبر مستحيلا بتحريك قوي الاخرين و انتظامها و تناغمها و اظهار افضل ما فيها / او ان يكون التحرك و التاثير في اتجاه سلبي مختل في الوظائف مثل ما حدث في حالة هتلر و تاثيره السلبي من عنف و احلام قوة جامحة للشعب الالماني ورطه في حروب خاسرة . بالطبع التفاعل بين الاخرين و صاحب الكاريزما تتدرج بين الجاذبيسة و الايمان بالشخص و الحب و الاحترام و قد يظهر الخوف و خاصة عند الاقتراب من التعامل معه و التحرك من خلال دائرته القريبة و يكون الخوف علي زعله او الخوف منه لظن الاخرين و ايمانهم في امكانياته . و هي احاسيس لا تصح ان تسيطر لانها فيها مشاعر خوف و حب للشخص ليس فقط اعتقادا انه له قدرة و رؤية بل قد تسيطر مشاعر انه لا يخطيء و انه مقترب من القدرات الالهية التي من صعب ردها و مناقشتها ، مما قد يسبب مشاكل

7 – الكاريزما الحقيقية في عصر العلم و اكتساب المهارات و اقتراب الافكار و انتقالها السريع هي نجاح المجتمعات في تسييير امورها بدون الحاجة لبطل و لكن البطل الحقيقي هو العمل الجماعي و الكاريزما و الجاذبية الحقيقية في نجاح و ابداع المجتمع و توحيد المشاعر و الرؤية لتحقيق حلم الجميع للنهضة و البناء .

و بالطبع في اطار هذا يقل تاثير كاريزما الافراد رغم الاحتياج لمهارات الافراد الا ان  فنون القيادة و الادارة و العلوم السلوكية تعمل علي النجاح في ظل نسق جديد لا يحتاج لنسق البطل و الشخص الوحيد الموجه و لكن ينقلنا لبدائل من القيادات التي تستطيع ان تدفع الاوجه المختلفة للحياة للامام و دون توقف او اعتماد علي شخص او اتنين و بابداع و بطريقة علمية و مهارات يمكن تعلمها بسهولة .

د/ احمد البحيري

استشاري الطب النفسي
0124126363



ليست هناك تعليقات: