الكثير مننا مرت به تجارب حزينة نتيجة فقد شخص عزيز أو فقدان أمل أو شيء عزيز، و تكونت لدينا مشاعر الحزن. مشاعر الحزن تفاعل إنساني طبيعي و لكنه مؤلم، دعونا نتعرف أكثر علي هذا الإحساس و أسبابه
و كيفية التعامل معه.
1- ما هو الحزن ؟
الحزن يشمل انفعالات إنسانية لا تعد و لا تحصي من الاستجابات النفسية و الفسيولوجية الجسمانية و التغيرات السلوكية، تجاه الوعي بما قد يفقده الشخص من عزيز لديه او فقدانه له بالفعل. و كل الانفعالات في الحزن تحدث في نطاق الطبيعي و هي ليست مرض نفسي.
و المشاعر النفسية للحزن تشمل، مشاعر بالتنميل الجسماني و في المشاعر، أي أن الإنسان يشعر بخدر في المشاعر مع إحساس بالاغتراب و استغراب الواقع حوله. و مشاعر فقدان و الحرمان الكامل و معها اشتياق في نفس الوقت للمفقود و إحساس بالكرب و الغم و معه غضب لفقدانه و شعور بالذنب لعدم القدرة علي مساعدته
أو استعادته و فقدانه دون إظهار المشاعر الطيبة له. و كذلك يصاب الشخص بتبلد في المشاعر و عدم تصديق و إنكار لما فقده و قلق و خوف من تكرار الفقدان في أشياء أخري لها نفس الأهمية مع تذكر لصور و خيالات.
و قد يصاب الشخص بتشتت و بخبطه في قدراته الادراكية و ربما شعر و كأن هناك أصوات أو همسات تشبه الهلاوس من المفقود يتذكره به و يعاني من أيضا من النكوص و التعامل بطفولية و بسن اصغر مما هو عليه.
و الاستجابات الفسيولوجية الجسمانية للحزن هي ، زيادة في إفراز الأدرينالين و مصاحبه له ضربات قلب سريعة و تعرق و سخونة و برودة و رعشة باليد و انقباض الصدر و مشاكل المعدة و الحموضة و يصاحب هذا سهولة في الانفعال و قلة الشهية و النوم .
2- هل الحزن كله واحد / هل الشعور بفقدان الأشخاص أو الأشياء كلها متساوي ؟
بالطبع الحزن ليس كله واحد و رغم انه متشابه و لكنه يختل من فقدان شخص لآخر أو شيء لأخر. فمثلا عند حدوث طلاق و معه أولاد في سن صغير يكون تفاعل حزن شديد و مستمر. و برغم أن فقدان الأشياء يظهر انه شيء بسيط مثل وفاة ممثل مشهور يحبه الشخص و لكنه قد يكون انفعال حزن شديد لدي الشخص. و بالطبع الحزن يكون شديد إذا أصاب الشخص أمراض مزمنة أو تفقده احد وظائفه الجسمانية كما في السكتة الدماغية و الكاتاراكت. و أهم شيء يؤثر في مستوي الحزن هو معناه للشخص و كيفية التعامل مع الحزن و مهارات التكيف عند الشخص .
3- ما هو الحداد ؟
الحداد هو جزء هام من تفاعل الحزن العام، الحداد يشمل وقت معين للحزن و سلوكيات و طقوس خاصة،
و بالطبع نجد الحداد يتأثر بثقافة البلد و الدين / فمثلا نجد الزوجة ترتدي السواد مع العزاء و الأربعين أو خاتمة القران أو البعد عن الأمور الترفيهية. الحداد ووقته و طقوسه و عاداته يختلف من ثقافة لاخري و دين لآخر.
4- متي يكون الحزن مرضي وغير طبيعي ؟
الحزن المرضي مصطلح يشير أما لغياب الحزن أو اتسامه بدرجة شديدة من الحزن او طول الوقت. و ربما كان الحزن المرضي يصاحبه و يسبب ظهور أمراض جسما نية أو نفسية. و غالبا ما يحدث هذا الحزن المرضي عند فقدان الزوج أو احد الأبناء و الذي يؤدي إلي استمرار حزن طوال الحياة. و رغم هذا فان ما يحدث غير مرضي بل يعتبر من الطبيعي.
5- إلي أي مدي يمتد و يستمر الحزن ؟
مدة المعاناة من الحزن علي فقد عزيز تختلف من شخص لأخر. و أهم ما يؤثر في هذا مدي قوة و قرب العلاقة بين الشخص و من فقده و هل كان في محور حياته و اهتماماته و التأثير العاطفي عليه، و في حالات القرب الشديد للمتوفى قد يعاني الشخص من الحزن من أسابيع إلي شهور أو يتحول إلي حزن مزمن لمدة سنوات.
و قد يتحول الحزن إلي اضطراب اكتئاب .
6- هل يوجد علاقة بين الحزن لفقد شخص و اضطراب الاكتئاب ؟
أكيد يوجد علاقة بين الاكتئاب و الحزن و ذلك أن الاكتئاب كمرض يزيد من حساسية الشخص في حزنه، و ربما استرجع الشخص حزن قديم بسبب الاكتئاب / و بالطبع علاج الاكتئاب يقلل من الحساسية للشعور بالحزن
و يجعله في نطاق طبيعي. و الحزن قد يؤثر في نشاط الإنسان العملي و لكن الاكتئاب يؤثر بصورة كبير و مطوله في النشاط الحياتي و العملي أكثر من الحزن بكثير. و مثال علي ذلك إننا نري الأبناء مع حزنهم علي احد الوالدين عند توفيهم لكنهم يقومون بواجبهم في دفن الوالد و اخذ العزاء و الذهاب للعمل، أما الاكتئاب رغم عدم وجود سبب واضح حالي إلا انه يعيق الحياة و الحركة فيها للمكتئب بالانعزال و فقد الاهتمام.
7- ما الذي نستطيع عمله لمساعدة الشخص الحزين لفقدان عزيز ؟
الحزن لفقدان شخص عزيز شيء طبيعي و يجب ان يجري في نطاقه ووقته ليلتئم الحزن و له وظيفة في الثبات النفسي للانسان. و لذلك من غير السليم محاولة اقناع الشخص الحزين بنسيان حزنه و تركه و لكن دع الشخص يعرف انك تتفهمه و مهتم بحزنه و مشارك له و تحب مساعدته في مساندته في حياته او مشاعره و اسمع له حين يريد ان يتكلم و اذا استمر الحزن اكثر من 6 شهور عليك بنصحه بالعلاج من الاكتئاب المصاحب لذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق