إن الشيخوخة واعراضها ليست بالضرورة سببا للتعاسة، فقد يعيش الإنسان هذه المرحلة من حياته سعيداً حتى مع تدهور قدراته الذهنية والجسمانية. وتتوقف درجة سعادة المسن، إلى حد بعيد، على مستوى الرعاية التى يتلقاها، بل أن بعض العلماء يرى أن سوء الرعاية يؤدى إلى ضغط نفسى اشد بكثير من الضغط الذى تسببه الشيخوخة ذاتها، وان هذا الضغط يؤدى إلى مزيد من التلف العضوى للجهاز العصبى. وهذا ما أطلق عليه "السيكولوجية الاجتماعية السرطانية".
ومما يؤسف له أن "أساءة معاملة كبار السن" اصبحت ظاهرة شائعة، لا تقتصر على مؤسسات الرعاية ولكن وجد ان الازواج والابناء من ضمن اكثر الفئات التى تسىء وتستغل ذويهم من كبار السن والمصابين بامراض الشيخوخة خاصة العته.
وقد يكون السبب وراء تفشى تلك الظاهرة هو الجهل باحتياجات المسنين وكيفية التعامل معهم ولكن الاسوأ من الجهل هو عدم الإهتمام والنظرة المتدنية للمسنين باعتبارهم عبىء واستغلال فرصة مابهم من ضعف لتحقيق مكاسب مثل نهب اموالهم.
سوء المعاملة قد يكون ظاهراً مثل الضرب والإهانة، وتقييد الحرية، والحرمان من الطعام أو التدفئة أو الرعاية الصحية وقد يصل الى الاستغلال الجنسي والعاطفي والمالي ولكن أكثر انواع الاساءة شيوعاً واكثرها خفاء هو "الإهمال". ومن مظاهر الإهمال: عدم توفير الخدمات والعوامل المساعدة اللازمة للمسنيين لتحقيق اعلى قدرممكن من الاعتماد على النفس والحفاظ على كل ما تبقى لديهم من قدرات. وذلك بتوفير النظارات الطبية والسماعات ودعامات المشى والاهم هو توفير الوقت اللازم ليقوموا بخدمة نفسهم بالسرعة التى تناسب قدراتهم. وفيما يلى بعض السلوكيات الشائعة التى تعد "سوء معاملة":
الكذب والتحايل كوسيلة سهلة لجعل المسن أكثر تعاونا.
1-
أن لا نعطى المسن الفرصة ليقوم بنفسه بارتداء الثياب و الاغتسال و تناول الطعام ، توفيرا للوقت او التزاما بروتين صارم يتعامل مع المسنين كفئة وليسوا افراد متفاوتين فى القدرات.
2-
إن نحرمه من الأنشطة ونعزله فى مكان مغلق مع المسنين بغرض حمايتهم من ايذاء انفسهم.
3-
أن نتحدث معه بلغة الأطفال فى حين أنه يحتاج للغة الكبار لكن بصوت مسموع وجمل بسيطة وواضحة.
4-
تجاهل وجودة والتحدث عنه بضمير الغائب فى حضوره.
5-
فرض روتين موحد للحياة اليومية، متجاهلين الفردية والحق فى الخصوصية.
6-
إلقاء اللوم والعقاب على البطء أوارتكاب الأخطاء دون مراعاة لأنه يعانى من قصوراته أكثر مما نعانى نحن.
7-
الإفراط فى استخدام المهدئات فى حالات الغضب والثورة وهو ما يعتبر شكل من أشكال التقييد وليس علاج.
8-
مما سبق يتبين لنا أن كبار السن يحتاجون لفهم واحترام لخصوصيتهم وفرديتهم وحقهم فى ممارسة الأنشطة وعدم عزلهم أو حرمانهم من المؤثرات الحسية والاجتماعية.
وعلى القائمين بالرعاية أن يدركوا أن الحلول السهلة فى التعامل مع مشاكل المسنين لا تحل المشكلة بل تفاقمها، ما يعد مشكلة سلوكية يمكن تفسيره بطريقة واقعية على أنه الجهد الذى يبذله المسن ليجد معنى للأشياء الغريبة والمخيفة فى العالم من حوله، فمع تناقض القدرات المعرفية وفقدان الذاكرة، يصبح العالم مشوش وغير مفهوم وهذا يدفع للغضب، وقد يؤدى فقدان الذاكرة إلى نسيان ما هو طبيعى أو مقبول اجتماعياًً وما هو غير مقبول: مثل خلع الملابس أمام الآخرين. كما أنه قد يفقد قدرته على إدراك الخطر فيؤذى نفسه.علينا إذن تكييف البيئة المحيطة بحيث تكون آمنة ويسهل التعرف عليها. علينا أن نفهم ما وراء السلوك أن نسأل: لماذا؟
أن تتعرف على التاريخ الشخص للمسن ومنه سنتعرف على ماذا يحب وماذا يكره وما يجب توفيره له لنقترب من روتين حياته السابقة.
علينا أن نخصص الوقت الكافى لملاحظة السلوكيات واسبابها، فإذا ما واجهتنا مشكلة سلوكية علينا ان نتسائل هل هى فعلاً مشكلة؟ ولماذا يعد هذا السلوك مشكلة؟ هل هو سلوك مؤذى لنا أم للمسن أو لاسرته أم أنه مجرد سلوك يتعارض مع نظامنا أو قيمنا أو توقعاتنا هل يمكن تجزئة المشكلة إلى مشاكل اصغر؟ هل المسن يحاول أن يقول لنا شيئاً بسلوكه هذا؟ علينا ان نطرح كل الأسئلة الممكنة وكل الاجابات الممكنة بالمشاركة مع فريق العمل لتصل إلى فهم للسلوك وطريقة للتعامل معه. علينا ان ندرك أنه احيانا لا يمكننا فعل شئ سوى التحمل، سوى قبول انه لا يمكننا حل كل المشاكل، لكن نستطيع مواكبة المسن وإشاعة جو من المرح والاطمئنان وان نقوم بتدعيم الزملاء للوصول إلى حالة من هدوء الاعصاب والقدرة على التحمل.
علاقة الرعاية الناجحة تقوم على احترام وتعاون متبادل لكن طرفى العلاقة ليسا متساويين فالقائم بالرعاية اصغر سناً، يمتلك معلومات أكثر وعليه مسئوليات أكثر لذا يلزمه مهارات يكتسبها خلال التدريب والخبرة من أهمها القدرة على اتخاذ القرار، والوضع الامثل هنا هو الوصول لقرار مشترك احتراما لحق المسن وضمانا لتعاونه, والمهارة تكمن فى تقدير كم المعلومات وقدر المشاركة التى يحتاجها كل فرد ليصل إلى اختيار يرضيه.
كما انه من الضرورى أن يكون القائم على الرعاية قادر على التواصل مع فريق العمل والوصول إلى فريق متعاون مراعياً الأختلاف الثقافى الاجتماعي للعاملين.
التغيرات الطبيعية التى تحدث عند كبار السن
مطبوعات بالانجليزية لمنظمة الصحة العالمية عن التقدم فى السن
وثيقة معلومات عن مرض الزهايمر لمساعدة مقدمى الرعاية
التعايش مع المرض المزمن
الوقاية من الحوادث
التقاعد
مقدمو الرعاية
سلوكيات التعامل مع المسنين
للأطباء قبل أن تكتب دواء للمسن
تقرير مختصر عن رعاية كبار السن - وزارة التضامن الإجتماعى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق