لشخصية
كل انسان سمات و شكل و نمط شبه ثابت و دائم من الادراك . هذا الادراك الناتج عن
سمات شخصية كل فرد متعلق بشكل رؤيتنا لذاتنا و لما حولنا من البيئة و الاخرين . و
علي هذا يكون لسمات الشخصية انعكاساتها
الواسعة علي الابعاد الاجتماعية و النفسية الفردية للانسان .
فأذا
كانت سمات الشخصية التي يحملها شخص لا تمكنه من التكيف مع المجتمع أو تسبب له
أخطاء واحباطات مع نفسه أو الاخرين. و هذه السمات التي قد تعوق الانسان من التكيف
، تسبب ما يسمي اضطراب في الشخصية .
من
السمات التي تسبب اضطرابات الشخصية الكذب ، و تبلد المشاعر و الخجل الزائد و
العزلة الاجتماعية و الوسوسة في النظام بطريقة مبالغة و الشعور بالاضطهاد او
العظمة او الغرور و النرجسية . قد يتصف كل منا في وقت من الاوقات ببعض السمات التي
ذكرناها و لكنها لا تكون اصيله فيه و يستطيع التغلب عليها ، و لكن لو اصبحت سمات
اصيلة للدرجة التي لا يستغني عنها و لا يستطيع تغييرها بسهولة فهو اضطراب في
الشخصية و ليس مجرد اداء وقتي لسمة مضطربة .
تعريف
الشخصية : كل شخص له
شخصية مميزة تشمل كيف ينظر لنفسه وللاخرين وللعالم حوله وكيف يتكيف مع الضغوط ،
وقيمه المستمدة من الاسرة و المجتمع و خبراته و تفاعلاته الشخصية . والشخصية في
نمو وتغير خلال حياة كل فرد ولكن لكل فرد سمات اساسية ثابته بقدر كبير وتميزه ، وتتكون هذه السمات في نهاية فترة المراهقة ،
فالشخصية التي تميز كل فرد لا يمكن تحديدها الا بمرور فترة مراهقته وهي في سن ال
18 الي 21 تقريبا .
هل
الشخصية تنمو وتتطور؟
الشخصية
هي تكوينة او خلطة لكل شخص من المشاعر و الاتجاهات و طرق التفكير و ردود الافعال .
هذه الخلطة بسماتها رغم انها تميز كل فرد الا انها في طبيعة سماتها متفاعلة و
مؤثرة علي بعضها ( كل سمة تؤثر في الاخري و تتأثر بها ). رغم ان الشخصية للفرد
تميل لان تكون ثابتة و لكنها لتفاعل في سماتها و تفاعلها مع الافكار و المشاعر
المختلفة و المواقف الاجاماعية المستجدة و الدوافع الطارئة ، نجد انه من الصعب
تحديد اتجاه الشخصية و ردود افعالها . و للتكهن بردود افعال شخصية ما علينا ان
ندرس الشخص و سمات شخصيته و ردود افعاله فترة طويلة ليمكننا ان نتصور صورة مقربة و
ليست اكيدة عن ما سيفعله او طريقة تفكيره.
و
يمكن وضع عدة خطوط لملاحظة نمو و تكوين الشخصية
في الصغر حتي اكتمالها بانتهاء فترة
المراهقة ،
و
كيف يمكن ان تتطور حتي بعد ذلك :
-
يكبر الانسان و تنمو معه شخصيته ، فالمجتمع حوله يوجهه و الاسره تعلمه الاداب و
القيم و ياخذ منها القدوة ( التفسير السلوكي و التربوي للشخصية ) ، و لكن الامر
لايتوقف عند هذا فهناك الاستعداد و الاستعداد في كل فرد مختلف عن الاخر فمنا من
يستمع للكلام و ينحت من اهله بسهولة و منا لا يحدث له ذلك ، لماذا انه اختلاف
التكوين و الاستعداد فالانسان يولد و لديه عدة اتجاهات تميزه و هي مزاجه و بحثه عن
الجديد و اتجاهه للبعد عن ما يظن انه يأذيه و البحث عن المتعة و الاعتماد عليها .
الافراد بتميز اتجاهاتهم يتفاعلون مع مع حولهم من الاسرة و المجتمع و البيئة .
فمثلا هناك من هو عالي و عصبي المزاج لا يتحمل الالم النفسي او الجسدي فتجده يتهيج
و يثور لاي عداء او توجيه ، و لكنه يختلف ايضا عن من لديه مزاج عصبي و معه بحث و
اعتماد علي المتعة فهذا تجده في عصبيته يسعي لان يكون مرحب به من الاخرين ليجد لذة
الاندماج و الحب الاجتماعي له . بينما اخر لو كان عصبيا و كان اتجاهه اكثر في
البعد عن ما يضره سيكبت عواطفه حسب قوة من امامه للبعد عن اي الم نفسي . و هكذا
......اختلافنا في التكوين في التباديل و التوافيق بين الاربعة اتجاهات الاولية
تجعل للشخصيات اشكال مختلفة بتفاعلاتها مع مؤثرات من الاسر و المجتمع و البيئة
الاكثر اختلافا .
-
ينمو الضمير بين العام الثالث و السابع ليكون قيم الاسرة و المجتمع ، و يضع
الشخص نكهته علي محتوي الضمير الي ان يصل للمراهقة و يتكون الضمير كاملا . الضمير
في تفسير بعض العلماء غريزة للتعامل مع المجتمع او هو تطور لضغوط المجتمع و
التعامل معه . الضمير في تكوينه يحمل كثير من الغرابة ـ نجد اللص مخلص و يعتمد علي
الله في سرقته و لكنه يستبيح السرقة ، و نجد الرجل المتدين لا يسرق و لا يقتل و لا
يزني و لكنه قد يستبيح النميمة او الحديث في الاعراض ، و نجد الغانية تفعل ما
تفعله و لكنها توقف نشاطها في رمضان او تحتقر من يخون الوطن او يسرق مالا . الضمير
لا يساوي القيم المجتمعية و الدينية بل هو
مكونات من القيم مجتمعية او دينية لكل شخص
يوازن فيها بين القيم و اولوياتها عنده و تختلف باختلاف دوافعه و شخصيته و
ارتباطها بتقواه لله و امله في ان يغفر له
ذنب من اخر . فمن يفعل مشكلة قيمية هو يقلل قيمتها و يقلل الشعور بها و يضعها في
اولويات القيم الاقل ، و يظن ان ما يحافظ عليه هو الاولي للحفاظ عليه . و هو ،
الضمير ، في النهاية يجعل الانسان امام
نفسه في صورة يقبلها في حد ذاتها ، او بالمقارنة بالاخرين حوله .
-
نمو النرجسية : النرجسية هو شعور زائد بالذات نجده في الاطفال و شعورهم
انهم العالم و ان العالم هم ، ثم في احساسهم بانهم جزء من الام و بعد ذلك ان الام
شيء مسخر لخدمتهم ، مع النضج النفسي يبقي حب الذات عن الاخرين و السيطرة عليهم او
التميز عليهم و حسدهم . النرجسية تتحول للطريق الطبيعي بحب التميز بطرق فيها تحقيق
للمثل العليا مثل خدمة المجتمع او العلم و هكذا ، او قد تتحول الي نرجسية
مرضية في شكل الشخصيات النرجسية
-
و هناك 5 ابعاد اساسية للشخصية لاحظها العلماء يمكن ان نرسم بها سمات
الشخصية في شكلها النهائي / مدي تقبل الخبرات /الانبساطية و الاجتماعية / المرونة
و تقبل الاخرين و التوافق معهم / طريقة الاداء بحرفية و اهتمام ام اندفاعية/
العصابية و مدي الشعور بالامان و الهدوء و الامل . بالطبع يمكن تطبيقها علي الجميع
لمعرفة اهم ابعاد الشخصية التي يمتلكونها .
-
و اخيرا التكوين العصبي للفص الامامي بالمخ يحتوي الشخصية و له اثر كبير في
التحكم في الاندفاعية و التحكم في الدوافع و الرغبات و الاولويات و نلاحظ انه لا
يتم اكتمال نموه الا في اخر فترة المراهقة مما يعرض البعض للحوادث و الادمان و
الانفلات الاخلاقي .
اضطرابات الشخصية :
اضطراب الشخصية يتميز باستمرارية في عدم القدرة
علي التكيف ، مما يؤثر علي وظائف الانسان و قيامه و اداؤه في الاسرة و عمله و
المجتمع . هم يعانون مع انفسهم و مع الاخرين في ظهور مشاكل تتعلق بتعاملهم مع مسئولياتهم
و ادوارهم المطلوبة و عدم قدرتهم التكيف مع الضغوط . و كذلك لان الشخصية جزء من
الشخص و يتعود عليه مما يصعب عليه ادراك عيوبه
الشخصية ، و لا يجد تفسير لمشاكله او ادراك اهميه تغيير سلوكه و مشاعره و
افكاره المتعلقة بالمشاكل .
و للتفرقة بين الشخصية العادية و ما تحتويها من
سمات قد تكون مضطربة ، و بين الشخصية المضطربة نعطي المثل التالي .
فمثلا الشخص ذو" بعض سمات"
الشخصية الاعتمادية ، يعتمد بكثرة علي الاخرين و لكنه بوجه عام ينفذ ما
يطلب منه من اعمال اجتماعية او وظيفية ، و في المواقف الضاغطة نجده في احتياج اكثر
للرعاية او يطلب بكثرة تواجد الاهل و الاصدقاء ليشعر بالرعاية و لكي يأدوا له
اعماله المختلفه ، و لكنه بزوال المواقف الضاغطة قد يعود لممارسه حياته و لكن
بطلبات اقل من الاخرين.
اما
من لديه اضطراب الشخصية الاعتمادية فلديه مشكلة في الاعتمادعلي الاخرين حتي في
نطاق الروتين الطبيعي و اداؤه الاجتماعي و الوظيفي حتي في الاوقات العادية و ذلك
لانه غير قادر علي المبادرة و انهاء الاعمال بدون مساعدة و هو دائما خاضع و يميل
للتردد و الخوف من الفشل حتي في الاعمال اليومية العادية و لذلك هو في شعور دائم و
احتياج لمن يساعده او يعتمد عليه في اشياء عادية مثل الشراء او اختيار الزوجة او
تربية الاولاد و هكذا .
ما
هي انواع اضطرابات الشخصية ؟
اضطرابات
الشخصية تنضوي خلال ثلاث مجموعات من اضطرابات الشخصية ، كل مجموعة لها سمات عامة
تحددها ، و لكل اضطراب شخصية سمات خاصة تحدده مع السمات العامة
1)
المجموعة الاولي : و تتميز بالغرابة في الافكار و السلوكيات و تحتوي :
الشخصية
الاضطهادية
الشخصية
النمط فصامية
الشخصية
الشبه فصاميه
2)
المجموعة الثانية : و تتميز بالمشاعر الدرامية و المتطرفة الجياشة و الاندفاعية في
السلوكيات ، و تحتوي علي :
الشخصية
الحدية (البينية ).
الشخصية
الهستيرية .
الشخصية
النرجسية .
الشخصية
المضادة للمجتمع ( السيكوباتية )..
3)
المجموعة الثالثة : تتميز بمشاعر الخوف و القل و تحتوي :
الشخصية التجنبية
الشخصية
الاعتمادية
الشخصية
الوسواسية